المبيدات الحشرية والجفاف تلاحق مربي النحل … رئيس دائرة النحل في مديرية زراعة حماة: ٥٥ ألف خلية نحل في المحافظة انتاجها ٣٣٠ طن من العسل

خاص حماة – محمد فرحة

ينشغل مربو النحل على مدار العام في ترحيل ونقل خلايا النحل من واد إلى واد، ومن سهل إلى آخر بحثا عن مزروعات زهرية، أو نباتات رعوية زهرية تشكل موائل الغذاء الرئيسي لجني أفضل أنواع العسل.

وكل هذه التنقلات تتطلب حذرا شديدا من المربين خشية من وجود مبيدات حشرية قد استخدمت أو ستستخدم للمحاصيل الزراعية، الأمر الذي يؤدي إلى نفوق خلايا النحل، وهذا يعتبر كارثيا للمربين، فالنحل يعيش ضمن مستعمرات جماعية، فأما يجني كثيرا من العسل أو يكون هناك نفوقاً جماعيا عندما يتعلق الأمر بالمبيدات الحشرية للمحاصيل الزهرية، زد على ذلك وجود طفيليات قاتلة للنحل.
اليوم يعاني مربو النحل من غياب النباتات الرعوية الزهرية بسبب موجات الجفاف المتلاحقة وبالتالي غياب الموائل الزهرية، ورغم ذلك يعتبر النحل وتربيته مدخلا مهما واقتصاديا للمشتغلين فيه .

صرح رئيس دائرة النحل في مديرية زراعة حماة المهندس فايز هنداوي في حديث خاص لـ “غلوبال” بأنه يوجد في مجال زراعة حماة ٥٥ ألف خلية نحل، تعطي كل خلية منها من ٦ إلى ٧ كيلو غرام من العسل سنوياً، وبعملية حسابية فيقدر انتاج هذا العام ٣٣٠ طنا من العسل.

وقال هنداوي أن جل هذه الخلايا والمشتغلين بها يتمركزون في ريفي مصياف اولا جراء تنوع المناخ ووجود العديد من الموائل الزهرية، وفي السلمية نظرا لوجود النباتات الرعوية الزهرية، وفي محيط مدينة حماة.
مشيرا إلى وجود جمعيات لمربي النحل في مصياف وعين حلاقيم، ثم هناك اتحاد النحالين العرب حيث يمنح المربون بطاقة نحال تسهل علية عملية التنقل بخلايا النحل الخاصة به من محافظة إلى آخرى.
من ناحيته قال المربي النحال وافي محمود ليس من السهل أن تكون نحالا دون أن تتعرض لمئات اللسعات من النحل أثناء نقل الخلايا وأثناء جني وقطف العسل.

واستطرد وافي: فضلا عن صعوبة نقل الخلايا من مكان إلى آخر بحثا عن الموائل الزهرية وبخاصة أن كان عدد الخلايا كثيرة حيث يوجد لدي ١٠٠ خلية، ومن هنا وجب الحذر والانتباه من وجود محاصيل استخدمت بها مبيدات حشرية أو قد يستخدم ، لأن ذلك يشكل تهديدا خطيرا للنحل ما يؤدي إلى نفوق الخلايا برمتها.

مشيرا إلى أن المتغيرات المناخية وموجات الجفاف المتلاحقة أفقدت الطبيعة الكثير من النباتات العطرية الزهرية ، ولأن النحل يعيش بشكل مستعمرات جماعية فعندما لا يجد الموائل الزهرية يهاجر بعيدا بشكل جماعي.

بقي أن نشير إلى أن ثلث أمدادات الغذاء العالمي رهين تلقيح الحشرات للأزهار وبخاصة النحل منها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة