المساكن مسبقة الصنع تنشط الحركة الإنتاجية والاجتماعية في جبرين…المدير الإداري في الحشد الإغاثي العراقي لـ«غلوبال»: تقديم كل التسهيلات لوضعها في خدمة المتضررين من الزلزال قريباً

خاص غلوبال – رحاب الإبراهيم

ينتظر المتضررون من الزلزال في مدينة حلب وخاصة من هدمت بيوتهم كلياً بفارغ الصبر بارقة أمل تنقذهم من أوضاع مأساوية فرضتها هذه الكارثة وزادتها الأزمة المعيشية والاقتصادية التي تشتد يومياً، ولا سيما أن بعضهم مكتوٍ بنار الإيجارات المحلقة شهرياً حسب هوى تجار العقارات ومافياته الجشعة التي لا يهمها سوى الربح.

بعض المتضررين من كارثة الزلزال وجدوا في الوحدات السكنية مسبقة الصنع حلاً لإنهاء معاناتهم رغم البعد الجغرافي عن المدينة، حيث اختارت منطقة جبرين لتكون مركزاً لإنشاء المساكن المسبقة الصنع الخاصة بالمتضررين من الزلزال المقدمة من الحشد الإغاثي العراقي ودولة الصين، حيث يسير إنجازها على قدم وساق وخاصة مع تقديم التسهيلات اللازمة للإسراع في تشييدها، وهو ما يبينه أحمد سلمان المسؤول الإداري في الحشد العراقي، بتأكيده إنجاز قرابة 50٪ من المدينة الكرنفالية في منطقة جبرين بواقع 500 وحدة سكنيةً، مشيراً إلى تقديم كل الإمكانات لإنجازها في الوقت المحدد بغية وضعها في خدمة المتضررين بأسرع وقت ممكن، مبيناً استخدام أفضل أنواع الحديد والخبرات بغية إتمامها وفق المواصفات المطلوبة.

لا صعوبات 
ونفى سلمان بأن تكون هناك أي صعوبات تسببت في التأخير في إنجاز مبادرة بناء المساكن مسبقة الصنع، التي قدمها الحشد الإغاثي العراقي بعد وقوع كارثة الزلزال، ليعود ويؤكد تعاون جميع الجهات في محافظة حلب لذليل الصعوبات وتقديم التسهيلات لبناء هذه الوحدات السكنية، التي قدمت حسب قوله لدعم أهله السوريين والتي لا تعد نقطة في بحر الشعب السوري، الذي لطالما وقف وساند أخوانه العراقيين.

خطة الاستجابة 
 الدكتور عبد القادر دواليبي عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة حلب بين لـ«غلوبال» بأن الوحدات المسبقة الصنع في منطقة جبرين المقدمة من الأخوة العراقيين تأتي ضمن خطة الاستجابة لمساعدة المتضررين من الزلزال، حيث يوجد 332 وحدة سكنية تقريباً مجهزة بمدرسة ومركز مجتمعي ووحدة شرطية، مؤكداً بأنه مشروع متكامل مجهز بكل ما تحتاجه العائلات التي ستقيم فيه، مع العمل على تأمين كافة الخدمات وتحديداً المواصلات كون المنطقة بعيدة عن المدينة.

تسهيلات ودعم  
ورفض الدكتور دواليبي أن يكون هناك تأخير في إنجاز الوحدات السكنية المسبقة الصنع، فأي إجراء يخص المتضررين من الزلزال يعمل على تقديم التسهيلات كاملة، مبيناً تقديم الدعم المطلوب للمتضررين وفق الإمكانات المتاحة، حيث يعمل مثلاً على تطبيق المرسوم رقم 7 من خلال الدعم المالي المقدم من الصندوق الوطني لتعويض المتضررين من الزلزال، وفق شرائح المتضررين، إذ تشمل الشريحة (أ) الأهالي التي هدمت منازلهم كلياً في المناطق السكنية المنظمة، حيث سيعاد بناؤها من جديد، أما الشريحة (ب) فتشمل المتضررين في المناطق العشوائية وستتم مساعدتهم بتأمين مساكن بلدية في مشروعي المعصرانية والحيدرية.

تنشيط 
ومن الجدير بالذكر أن وزير الإدارة المحلية والبيئة يرافقه عدد من مسؤولي حلب اطلع يوم أمس على واقع تشييد الوحدات السكنية المسبقة الصنع في منطقة جبرين، الواقعة بالقرب من المدينة الحرفية الخاصة في صيانة السيارات  واكسسوارتها، والتي لاتزال قيد الصيانة أيضاً ولم تنجز رغم ضجيج الاهتمام فيها، وقد أعلن رئيس مجلس إدارة المدينة الحرفية والصناعية في جبرين في وقت سابق لـ«غلوبال» بأن وجود الوحدات السكنية مسبقة الصنع عند إنجازها لا تؤثر على الحرفيين، بل على العكس تماماً ستسهم في تحريك النشاط التجاري والاجتماعي وتشجع الحرفيين إلى الانتقال إلى المدينة الحرفية وخاصة عند بدء دعسات أرجل المواطنين فيه وتحسين الخدمات وخاصة المواصلات.

عرق أخضر
ومن الضروري الإشارة إلى أن المساكن مسبقة الصنع في منطقة جبرين مجهزة بأجهزة طاقة الشمسية، ما يعني تزويدها بالكهرباء بصورة مستمرة، بالتالي عند تأمين المواصلات بشكل يسر والتوجيه بزراعة “عرق أخضر” أو السماح بإنشاء مشاريع تنموية صغيرة في الأراضي الشائعة الصحراوية نسبياّ قرب المساكن مسبقة الصنع سيسهم في تنشيط هذه المنطقة، ما يبدد الخوف في نفوس الأهالي الذين يجدون بأن منطقة جبرين بعيدة وغير مؤهلة السكن، وخاصة لمن كان يقطن في مناطق قرب مركز المدينة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة