المشاريع الأسرية الصغيرة تستخدم التفاح في صناعة الخبز وقمر الدين… مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد لـ«غلوبال»: هدفها تحقيق اكتفاء ذاتي للأسر الريفية

خاص دمشق – بشرى كوسا

تنتج سورية سنوياً مئات الأطنان من التفاح حيث بلغت تقديرات الإنتاج لهذا الموسم أكثر من 235 ألف طن، بينما تجاوز العام الماضي ال 250 ألف طن.

وفي محاولة لتخفيف كميات الهدر، وضمان استهلاك كل ما تنتجه سورية من التفاح، جاءت فكرة سيدات ضمن مجموعة المشاريع الأسرية الصغيرة، لتحويله إلى خل التفاح ودبس التفاح وشيبس التفاح، والأهم من ذلك كله فكرة إضافة تفل التفاح للرغيف.

السيدة مروة الحموي صاحبة فكرة إضافة تفل التفاح المطحون إلى رغيف الخبز بنسبة 4 بالمئة حيث طرحت  فكرتها من خلال رسالة الماجستير وحصلت على نتائج رائعة.

وتوكد الحموي بأنه من خلال هذه الفكرة فقط يمكن استهلاك كل ما تنتجه سورية من التفاح عبر إضافته إلى مكون واحد فقط وهو الخبز، وبذلك تعم الفائدة على المنتج والمستهلك معاً وتتحسن نوعية الإنتاج.

بدورها السيدة منيرة النبواني من محافظة السويداء تقول لـ«غلوبال»: إنها فكرت بتجفيف التفاح بوسائل بسيطة ومختلفة عن التقليدية التي يتم استخدامها عادةً ومن دون أي مواد حافظة مستفيدة من طريقة تحويل المشمش إلى قمر الدين وكانت النتائج مرضية، وتضيف لبواني: إنها في المرحلة التالية أضافت البرتقال إلى التفاح معاً ثم صنعت دبس التفاح بقوام وطعم يشبه العسل.

وأشارت النبواني إلى تجربتها في تصنيع الخوخ الحامض كقمر الدين دون أي إضافات لمواد كيميائية أو حافظة وله فوائد كبيرة لكبار السن ومرضى السكري لغناه بالألياف، وتمنت النبواني أن تتم دعم هذه المشاريع المنزلية لتحويلها إلى ورشات أكبر تمكن من تحقيق دخل ذاتي  للأسر وتضمن الاستفادة من كامل المنتجات الموسمية للفواكه بنسبة هدر صفر بالمئة.

كما تعمل مجموعة المشاريع الأسرية على مناقشة الأفكار والمواضيع ويتم تقديم مقترحات المساعدة كل من موقعه، وقد تمكنت المجموعة من الحصول على تراخيص مؤقتة مدتها خمس سنوات، تمكن الأسر من إنتاج المخللات والمربيات ودبس البندورة وترخيصها وفق الجودة المطلوبة بعد أن كانت توصف بمجهولة المصدر.

أيضاً لم تغفل المجموعة آليات التسويق للمنتجات سواء من خلال الأسواق والمعارض أو من خلال مجموعة التسويق الأسري، حيث يؤكد علي دياب مشرف مجموعة التسويق الأسري لـ«غلوبال» بأنه يتم تسويق المنتجات بين المحافظات بالتراضي بين البائع والشاري إضافة إلى طلبات تصديرية للمنتجات إلى دول الخليج.

الدكتور يونس إدريس مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد وأستاذ محاضر في المعهد العالي للتخطيط  الإقليمي أكد بأن الهدف من هذه المشاريع دعم الاقتصاد المنزلي وتحسين الوضع المعيشي للأسر من خلال الإنتاج من الحدائق المنزلية والحقول صغيرة المساحة مع ارتفاع الأسعار، وخصوصاً في ظل توافر منتجات متنوعة في البيئة المحلية في الأرياف والاستفادة منها وتضم هذه المشاريع  34 مجموعة فرعية حققت أعداداً كبيرة من المشاريع الصغيرة كمشروع الفطر المحاري حيث تجاوزت الأعداد ال 120 مشروعاً أسرياً في كافة المحافظات، وانضمت إليها أسر من الأردن ولبنان والعراق في الفطر المحاري.

وأضاف إدريس: في حال تم تأمين دخل يحقق اكتفاء ذاتياً للأسر الريفية يعني تحقيق اكتفاء لنحو 25 من أبنائهم الذين يعيشون في المدن، مضيفاً: إن هذه الأفكار لقيت ترحيباً، وتم تأمين التمويل لعدد من المشاريع عن طريق بنك الإبداع بقروض ذات فوائد قليلة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة