المشروعات الصغيرة في حمص تؤكّد حضورها كقطاعٍ مولّد للدخل… رئيس مجلس المحافظة لـ«غلوبال»: معرض المنتجات الريفية فرصة لعرض أعمال نحو مئة مشروع

خاص حمص – زينب سلوم
 
تكتسب المشروعات الصغيرة وخاصةً مشروعات المرأة الريفية والأسر الريفية بعداً تنموياً هاماً في محافظة حمص، بالتزامن مع ما تشهده البلاد عموماً من تداعيات الحرب الظالمة وآثار الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، ناهيك عن مشكلات التقنين الكهربائي ونقص حوامل الطاقة.
 
وفي هذا الصدد تُقيم محافظة حمص معرضاً المنتجات الريفية في مقهى الروضة للترويج لتلك المشروعات ومساعدة أصحابها على تصريف منتجاتهم والتواصل المباشر مع المستهلك وكسر حلقات التجار والوسطاء، ودعوة مشاركين جدد إلى خوض غمار هذه التجربة التي شكّلت في معظم الحالات فرص عمل حقيقية لرفد دخل الكثير من الأسر.
 
«غلوبال» التقت عدداً من المشاركات في المعرض اللاتي أكدن أهميته في ترويج أعمالهن وتصريف منتجاتهن، وتحفيز أعداد جديدة على الانضمام إلى التجربة، حيث بينت المشاركة سوزان نكدلي من حي الإنشاءات ربة منزل بأن فترة الأحداث التي مرّت بها المحافظة لم تكن حدثاً عابراً وجعلت من واجب المرأة أن تخوض تجربة العمل، والمساهمة في رفد أسرتها بالدخل لتأمين الاحتياجات الضرورية في خضم ما نشهده من أزمات الغلاء، حيث رفضت الوحدة وقررت إعالة أطفالها الثلاثة، وسجلت في عدّة دورات وبرامج لتمكين المرأة وتحسين مهاراتها، مثل دورات “الصوف والكروشيه والرسم واللغة والإسعاف والأشغال اليدوية والإسعافات الأولية”، كما حصلت على 18 تكريماً وشهادات امتياز، من المنظمات القائمة على إعداد الدورات والمعارض مثل “تنظيم المرأة، وسند، والهلال الأحمر”.
 
ووجدت سوزان نفسها في الأعمال اليدوية، وركّزت على العمل في مجال الصمديات والهدايا النحاسية، والعقيق والكريستال للأعراس، والزهور والمنتجات العطرية كماء الورد وماء الزهر، لافتةً إلى أن أهم المصاعب تتمحور في غلاء المواد اللازمة للإنتاج، وصعوبة تأمين بعض المواد مثل أحجار العقيق التي لا تتوافر إلا في دمشق واللاذقية، إضافةً لعدم وجود جهات تقدّم القروض أو الدعم المادي لتنمية مشروعها.
 
وبينت نكدلي بأن معظم منتجاتها تباع ضمن معارض وبازارات المرأة الريفية التي شكلت فرصة ومنفذاً للبيع في ظلّ صعوبة تأمين مكان البيع وصعوبة المواصلات، كما تم افتتاح سوق لمنتجاتهم ضمن المحافظة إلا أنه ينقصه منظومات طاقة شمسية لتوليد الكهرباء لعدد من الأقسام وخاصة الغذائية، كما توجد مشكلات في نقص الترويج.
 
وأكدت فاطمة طعمة تعمل في مجال صناعة منتجات أطباق القشّ، وإدخال تصاميم جديدة لها، والكتابة عليها كالأشعار أو حسب طلبات الزبائن، بأنها تشارك في معظم المعارض والبازارات ولكنها تعاني من صعوبات النقل كونها تقيم بعيداً عن المدينة، ولم تتمكن من الالتزام في جناحها لهذا المعرض لعدم توافر مواصلات أو حتى بدل مواصلات.
 
وأضافت: إنها تعاني من صعوبات تتعلق بتأمين قش القمح نظراً لغلاء ثمنه، حيث تضطر لاستخدام مواد شبه تالفة تؤمنها عن طريق صانعي الحصر، كما أنه لا توجد جهات تموّل مشروعها الصغير، مبينةً بأن هذا النوع من المنتجات يحتاج ترويجه حضور أعداد كبيرة من السياح إلى الأسواق التراثية وهذا صعب في الوقت الراهن.
 
ولفتت إلى أنها ساهمت مع 15 عضواً آخرين في تأسيس جمعية المهن الحرفية التراثية في حمص، وهم بصدد إنشاء سوق لتصريف منتجاتهم بالتعاون مع محافظة حمص، إلا أنه لم يتم إنشاؤه حتى الآن نظراً لصعوبات الاتفاق على المكان المحدد.
 
بدوره بين فواز الهاشمي رئيس مجلس محافظة حمص في تصريح خاص لـ«غلوبال» بأنه يتم تقديم كل الدعم والتسهيلات للمشاريع الصغيرة من محافظة حمص والجهات المعنية الأخرى، بغية إنجاحها وإنمائها والتوسّع فيها وضمان استمرارها.
 
وأشار إلى أن معرض المنتجات الريفية في حمص يشكّل فرصة هامة لتسويق منتجات المشاريع الصغيرة، في ظل تزايد الأعباء المعيشية ومشكلات الغلاء والتضخم التي ترهق كاهل عدد كبير من الأسر، حيث أصبحت تشغل حيزاً هاماً من واقعنا التنموي، وتدعم عجلة الاقتصاد الوطني عبر توليدها للدخل والقيم المضافة.
 
ولفت رئيس مجلس المحافظة إلى أن المعرض يشكّل فرصة تسويقية لما يزيد على مئة مشروع صغير من جميع أرجاء المحافظة، وأُقيم بالتعاون بين المحافظة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مضيفاً: إنه يتم السعي لإقامة منافذ تسويقية جديدة لهذه المشروعات بالتعاون بين المحافظة والبرنامج.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة