المنافقون “الفجرة ” الصغار!
خاص غلوبال – هني الحمدان
مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون، وهناك من يصنفون بصنف العهر، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير الشامل، وحتى لا نكون مثاليين، فإن بعض المناصب والمواقع بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحياناً، والإزدواجية، لكن الموضوع عندنا كأنه زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به، فطبيعى أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، وممن استلموا مناصب خدمية ولو كان على مستوى رئيس بلدية يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الغيورين على المصلحة العامة و الناصحين، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى العمل والفساد والعهر حتى، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم، تجده متل “الفار “، لا يقبلون أي رأي غير رأيهم، وليذهب الصالح العام، يسرقون ويغطون على سرقاتهم لدى بعض من يحميهم، ولكن مهما كثرت السرقات فإنها لن تطول الأيام الخوالي هكذا، لاتفرحوا كثيراً وفيروس الفساد الساكن في القلوب والعقول سيفضحكم وتلقون جزاء مااقترفت أفعالكم وأعمالكم، فتشويه الحقائق وإلصاق التهم جزافاً بالآخرين، مماأشاروا إلى مرتكبي الأخطاء لن تنفع، فالسرقات مكشوفة والمخالفات مثبتة، وإلى متى تبقى أيادي المستنفعين ستحمي مواقعكم المهزوزة؟!، فرائحة فسادكم تزكم الأنوف ووصلت لأماكن بعيدة..!
أمر طبيعي عند البعض ممن وصل لموقع مسؤولية ولو كان مركزاً عادياً، أن تعثر عليه يقول الحقيقة بكل صورها، فهو فاسد متقن لكل الآلاعيب يتحدث مثل ملاك بأجنحة، وينتقد الفساد متناسياً ومتماهياً ماقرفت يداه، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات بصور مغايرة، وحلولاً “عبقرية” من الأوهام، بينما وهو في الواقع يكون بليداً وعاجزاً فقط ناجحاً بالفجور وإيذاء الآخرين، وربما متورطاً فى كل ما ينتقده وسارقاً وبائع أراض للدولة بأثمان لاتذكر، إن ما هو مطروح في العلن وتشويه للواقع، وحديث عن المبادئ والقيم شيء، وما هو واقع وحادث، فذاك أمر آخر، لن تجد مسؤولاً فاسداً يبرر الفساد، ولا لصاً يجادل في كون السرقة أمراً مستهجناً، ولاانتهازياً يمدح الإنتهازية، بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحياناً على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير.
لماذا نقول هذا؟، بمناسبة عدد من محترفى الفساد الناشئين، وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات في الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، ويكيلون التهم هنا وهناك، وكثير من معارك نراها اليوم، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان للسرقات.
اليوم هناك منافقون “عابرون “، يمتلكون قدرات على البقاء والفوز، والعيب ليس عيبهم، لكنه عيب مما هو مسؤول عنهم وفلسفته الزائفة الذي مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز، والوصول إلى مواقع التنفيذ، وبقاء أمثال هؤلاء الأقزام الفسدة، يشكل عقبة كبرى لكن لن تدوم سيرتهم مطولاً، لايكفي أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم محاسبتهم وكشف قصصهم ووضع حد لحالة فجورهم وتصيدهم للأصوات النظيفة التي تشير لأكاذيبهم ومغامراتهم.
هناك حالات من الوهن وحالات تقصير وفساد يلف بعض الأعمال وروائح الفساد تشع من أعمالهم، لكن العلة ليس بأمثال هؤلاء ” الفجرة ” الصغار، يشوهون الحقائق ويسعون يومياً إلى كم الأفواه ورفع الشكاوى بحق أشخاص تضرروا من فسادهم وتهمهم البطالة، ستحاسبون ياسادة الفساد وحماته، مهما طالت تغطياتكم على تلاميذكم الصغار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة