“المنامة”… نبذ للقطيعة وتركيز على القضايا المركزية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
ما يمكن أن نسجله لهذه القمّة هو الإجماع العربي على حضورها، وتأكيد الكلمات والبيان الختامي على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وأن المداولات فيها لم تتطرّق إلى نقاط خلافية بينية، فيما ظهر العرب للمرة الأولى في موقف موحّد تجاه قضايا مصيرية تهدّد الأمن الإقليمي، مع يقينهم التام بأن السلام كخيار إستراتيجي يجب أن يوحّد الجهود الدولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، وإجبار “إسرائيل” على وقف إطلاق النار، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ومن المؤكد أن مشاركة السيد الرئيس بشار الأسد أعطت قيمة مضافة للمؤتمر لأن حضوره يعني ترسيخاً لوجهة النظر السورية في التعاطي مع التضامن العربي كخيارٍ إستراتيجي لإعادة الوزن السياسي للعرب على الساحة الدولية، ولأنه يشكل قوة فعلية في معركة السلام وفي معركة التنمية وفي تعزيز الأمن القومي العربي.
والنقطة الثانية التي نسجلها لقمّة البحرين هي دعوة روسيا لحضورها، وتلقي رسالة واضحة من الرئيس الروسي بوتين بضرورة إعطاء أولوية لحل عادل للقضية الفلسطينية، كما أن الحضور الروسي بمشاركة ممثل شخصي لبوتين يعني أن الجامعة العربية ودول الخليج باتت أكثر قدرة على تنويع خياراتها وعلاقاتها، بعيداً عن الامتثال للإملاءات الأمريكية، وخاصةً عندما تتعارض مع مصالح دول المنطقة.
لقد استطاع الرئيس الأسد رغم المدة القصيرة جداً لأعمال القمة أن يلتقي رئيس القمة ملك البحرين والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرئيس العراقي، ولهذه اللقاءات مغزىً مهم جداً، وهو أن التنسيق بين سورية مع رئيس القمة الحالية ورئيس القمة السابقة والجار والشقيق العراقي لبحث القضايا والمشكلات في المنطقة بشكل يكتسب بعداً عربياً للدور الاعتباري لهذه الدول في العمل العربي المشترك، إضافة إلى السعي نحو تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح المشتركة.
إن البيان الختامي للقمة والموقف العربي من القضايا الساخنة في المنطقة، وخاصةً في فلسطين وسورية والسودان كلها مؤشرات إلى أهمية ما ستقوم به اللجان المنبثقة عن القمّة في المرحلة القادمة، والسعي نحو حلحلتها عبر تكثيف الجهود العربية والدولية، وهذا كله يمكن أن يعوّض محدودية الفترة الزمنية لجلسات القمّة التي اقتصرت على سويعات محدودة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة