خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

المهمة المستحيلة لوزراء التموين!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم ينجح أي وزير للتموين خلال الخمسين عاماً الماضية باجتثاث الطوابير من أمام الأفران، وهذا الإخفاق الغريب والمريب معاً، جعل من حل أزمة وصول الرغيف المدعوم إلى المدعومين بطريقة سلسة وآمنة خلال بضع دقائق مهمة مستحيلة!.

لاحظوا بأن الطوابير أمام الأفران تحولت إلى مشهد مألوف، بل إن من يهدر الساعات في أيام البرد القارس والحر اللاهب، يخرج سعيداً من الطوابير فور فوزه بحصته من الخبز المدعوم!.

حسناً، نريد فعلاً الإجابة عن سؤال ملايين السوريين: لماذا الحصول على الرغيف المدعوم ليس سهلاً وسريعاً مثل الحصول على الرغيف السياحي، أو الربطة المدعومة المعروضة بعشرة أمثال سعرها الرسمي من قبل النسوة والأطفال على مقربة من الأفران؟.

وكما قلنا مراراً وتكراراً: لن يصدق أحد أن حل أزمة الرغيف باتت من المعضلات المعقدة، أو من المهام المستحيلة، لكن المشكلة أن مامن جهة حكومية خلال العقود الخمسة الماضية امتلكت الحد الأدنى من الجرأة وصارحت السوريين بالحقيقة، أي كشفت عن القطب المخفية التي تمنع حل أزمة الرغيف واجتثاث الطوابير من أمام الأفران، إلا في حالات نادرة دون قصد، أي كانت أقرب إلى ”زلات اللسان“، كما فعلها مؤخراً مدير عام المؤسسة السورية للمخابز مؤيد الرفاعي.

نحن أمام فرضيتين لاثالث لهما: إما أن ماتنتجه الأفران أقل من حاجة ملايين الأسر السورية، أو أن الخبز المنتج يساوي أو يزيد قليلاً عن الطلب!.

وبما أن جميع المسؤولين في وزارة التجارة يؤكدون في إطلالتهم الإعلامية والإعلانية أن الأفران تحصل على حاجتها من الدقيق بما يكفي حاجة الأسر السورية، وتنفي بشدة وجود أي نقص في المادة، فإننا نسأل مع ملايين الأسر السورية: لماذا لاتزال عملية اجتثاث الطوابير من أمام الأفران تُدرج في قائمة المهام المستحيلة بالنسبة لجميع الوزراء المتعاقبين على مدى نصف قرن من الزمن؟.

لقد كشف مدير السورية للمخابز دون قصد عن أحد أبرز القطب المخفية في استمرار الطوابير أمام الأفران بقوله حرفياً ”إن عدد المخابز العاملة خلال النصف الأول من العام الحالي في المحافظات بلغ 209 مخابز و271 خط إنتاج تنتج يومياً 2634 طن دقيق أي مايعادل مليونين و800 ربطة خبز يومياً توفرها للمواطن المخابز التابعة للمؤسسة بنسبة 51٪ من حاجة المحافظات، إضافة لـ49 ٪ توفرها مخابز القطاع الخاص التموينية“.

المسألة في غاية الوضوح تنتج أفران ”السورية للمخابز“ والأفران التموينية الخاصة بحدود 5.5 ملايين ربطة خبز يومياً، وبالمقابل توجد 4 ملايين بطاقة ذكية يستفيد منها 14 مليون مواطن، فإذا كان وسطي حاجة الأسرة الواحدة ثلاث ربطات، فهذا يعني بأن كمية الربطات المدعومة بجب ألا تقل عن 12 مليون ربطة، وحتى في حال حسبناها بمعدل ربطتين فقط للأسرة الواحدة يومياً، فإن الحاجة يجب ألا تقل عن 8 ملايين ربطة أي أقل من الخبز المدعوم الممنتج بما لايقل عن 2,5 ـ 6.5 ملايين ربطة، وبالتالي فإن الطوابير أمام الأفران ستستمر، وحلها مهمة مستحيلة طالما أن الأربعة ملايين أسرة التي تحمل البطاقة الذكية دخلها أقل من محدود بكثير، ولا يتيح لها ترف شراء الخبز السياحي أو المدعوم المهرب بألفي ليرة للربطة الواحدة!.

السؤال: لماذا لاتنتج السورية للمخابز حاجة الـ 4 ملايين بطاقة؟
نحن هنا أمام فرضيتين: إما أن طاقة الأفران غير قادرة على تأمين احتياجات الأسر من الخبز المدعوم، أو أن الحكومة ليست مستعدة لتحمل مبالغ الدعم المطلوبة لتأمين الرغيف المدعوم لمستحقي الدعم؟.

السؤال: ماالحل؟ وهل أزمة الرغيف باجتثاث الطوابير ستبقى لجميع وزراء التموين مهمة مستحيلة؟.

إذا كانت المشكلة بارتفاع تكلة إنتاج الرغيف الذي يكبّد ”السورية للمخابز“ خسائر جسيمة، فقد سبق وسألنا: لماذا لاتستثمر السورية للمخابز إمكاناتها لتنتقل من الخسارة إلى الربح وتقوى على تقديم الرغيف المدعوم لكل المدعومين دون الوقوف لساعات بالطوابير؟.

يمكن البدء بأكياس الخبز التي تكلف السورية للمخابز المليارات سنوياً، فتأمينها مجاناً متاح من خلال استثمار الإعلانات على أكياس نايلون الخبز، بل إن مديراً سابقاً للمخابز أكد منذ أربعة أعوام بأن أكياس النايلون الإعلانية، سينقل المؤسسة من الخسارة إلى الربحية،كان بإمكان أي وزير تموين سابق خلال العقد الأخير على الأقل إقناع الحكومة بهذا المشروع، لكن مامن وزير فعلها..فلماذا؟.

وهناك خيارات أخرى تحوّل المهام المستحيلة إلى سهلة جداً كاستثمار وزارة التجارة لعقاراتها، وآخرها مجمع الثورة الذي يمكن تحويله إلى فندق مربح جداً بحكم موقعه في مركز العاصمة، واستثمار المباني والعقارات التابعة للوزارة عبر وضع لوحات إعلانية على أسطحها وجدرانها لمصلحة الجهات العامة والخاصة، أي مثلما يفعلها القطاع الخاص أفراد وشركات.

وبما أن غالبية الأفران في المدن تشغل مواقع تصلح للاستثمار فإننا نقترح أن تقوم ”السورية للمخابز“ بتأجير أسطحها وهي بمساحات كبيرة للقطاع الخاص ليقيم عليها مولات بطابق واحد على الأقل، أو مطاعم حسب كل موقع، أو تدخل بشراكة مع بعض المستثمرين لإقامة هذه المولات والمطاعم، وهذا الاستثمار مع أكياس النايلون الإعلانية سينقل السورية للمخابز من الخسارة إلى الربح، وبعدها لن تلوّح وزارة التجارة بين الحين والآخر بخيار رفع سعر ربطة الخبز بذريعة تكلفتها الباهظة!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *