المواطن مضطر لشرائها رغم غلائها… رئيس جمعية اللحامين بحمص لـ«غلوبال»: تهريب وتصدير الأغنام واستيراد العجول يرفع سعر اللحوم

خاص حمص – زينب سلوم

تواصل أسعار اللحوم ارتفاعاتها المتواصلة في أسواق حمص، ومع ذلك فإن المواطن يواظب على شراء هذه المادة مهما ضعفت حالته المادية؛ فاللحوم من المواد الغذائية الأساسية التي لا بديل عنها مهما قرأنا من وصفات الصبر والأدعية والتفاؤل على منشورات وضمن تصريحات بعض المنفصلين عن الواقع أو الفرحين به لأسباب باتت معلومة للجميع.

وخلال استطلاعنا لآراء العديد من المواطنين أكدوا جميعهم معاناتهم في الحصول على اليسير منها، حيث قال أحمد، موظف عام: كنت آمل أن أشتري لحم الخروف وإقامة وليمة على وقع زيادة الرواتب، التي لم أقبضها بعد، لأفاجأ أن مبلغ الزيادة بعد الحسميات قاصر عن شراء 400 غرام من المادة، أما سمر، ربة منزل، فقد أكدت أنها تحاول بشتّى الوسائل عدم تضمين الطعام أي نوع من اللحوم، في وقت يباع فيه كيلو الجوانح بـ40 ألفاً، مردفةً بالقول: أصبحنا نطبخ الكشك بـ”الملفوف”، ولفت أسعد، موظف في القطاع الخاص، إلى أن راتبه يبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف راتب الموظف مع الزيادة، ومع ذلك فإنه في أحسن الأحوال يجلب لبيته نصف كيلو من سفن الفروج أو كيلو شهرياً “حسب البورصة”، أو نصف كيلو من لحم الخروف الناعم الذي توزعه زوجته بالتساوي على عدة طبخات بغية “التنكيه”.

بدوره نضال جبولي، رئيس الجمعية الحرفية للحامين بحمص، أكد في حديث لـ«غلوبال» أنه رغم كل ما يقال فإن أسعار اللحوم “واقعية وحقيقية”، موضحاً أن سعر الكيلو من لحم الخروف، الحمراء بـ200 ألف ليرة، والمسوفة بـ150 ألفاً والآلية بـ140 ألفاً، أما العجل فيباع الكيلو الهبرة بـ 180 ألف ليرة، والحمراء بـ160 ألفاً، والمسوفة بـ 140 ألفاً، في حين يباع الكيلو من لحم البقر الهبرة بـ120 ألف ليرة، والحمراء بـ110 آلاف، والمسوفة بـ100 ألف.

وبين أن ذلك عائد لغلاء تلك الحيوانات في الأسواق بالدرجة الأولى، فسعر الكيلو في الأسواق “قائم”، للخروف بـ75 ألف ليرة، وللعجل بـ65 ألفاً، وللبقر بـ45، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر الأغنام بشكل جنوني ناجم في معظمه عن الاستمرار في تصديرها للدول البعيدة من جهة، وتهريبها من قبل بعض المهربين إلى دول الجوار من جهةٍ أخرى دون وضع حلول حتى اللحظة.

ولفت إلى أن ذلك ساهم بزيادة أعداد مربي المواشي بشكل كبير في الآونة الأخيرة بالتزامن مع شبه استقرار في أسعار الأعلاف، مضيفاً: إن الموسم القادم مبشّر نظراً لغزارة الأمطار في المنطقة الشرقية، ما يسهم في توفر التبن والشعير والمراعي للمواشي، مستثنياً الأبقار والعجول كون معظمها مستوردة، حيث ستبقى أسعارها مرتفعة نسبياً في المدى المنظور، أما بالنسبة للفروج الحي فقد أكد أن سعره مناسب نوعاً ما نظراً لوجود معروض جيد من المادة لدى المداجن في الوقت الحالي، وعدم وجود أي عمليات تهريب أو تصدير للمادة، إلا أنه سيرتفع السعر في حال نقص كمية المعروض من المادة مباشرةً.

من ناحيةٍ أخرى بين رئيس جمعية اللحامين بحمص أن صعوبات العمل ما زالت ماثلة لجهة ندرة الكهرباء وغلاء المحروقات، إضافةً إلى قلّة اليد العاملة، وخاصةً الخبيرة، مبيناً أن هذه الصعوبات تضطر اللحامين لدفع تكاليف أكبر وهذا بدوره سينعكس على المستهلك بلا شك، ومؤكداً في الوقت نفسه أن الجهات المعنية تتعاون مع الحرفيين ولكن ذلك مرهون بالإمكانات المتاحة.

وحول تساؤلنا عن أثر الاستيراد في خفض أسعار لحوم المواشي، أوضح جبولي أن الاستيراد لن يؤدي إلى تخفيض الأسعار لأنها عالمياً أعلى من أسعارنا، إلا في حال تم ذلك على حساب النوعيات وهذا أمر غير مقبول في أسواقنا.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة