المواطن من طابور الصرافات إلى مفاجآت الدفع الإلكتروني… عضو في مجلس مدينة حمص يطمئن عبر «غلوبال»: البنية التحتية جاهزة وجهات عدة ستنضم إليه 

حمص خاص – زينب سلوم

مع تسارع الخطا المفاجئ في موضوع التحوّل إلى الدفع الإلكتروني، يزداد قلق المواطنين في حمص رغم حضارية وأهمية الخطوة، وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمها تخوفهم من انتقال الطوابير والازدحامات من الجهات العامة وكواتها إلى جهات خاصة بعدد محدود وربما بطوابير أطول وتكاليف أعلى، ناهيك عن سوء وضع الشبكات الكهربائية والهاتفية والخليوية، وما تسببه من انقطاع معظم الخدمات الإلكترونية والمصارف.
 
وقال المحامي سامر: فوجئت في إحدى السنوات عندما توجهت لمصرف توفير البريد لسحب مبلغ من دفتر ابني، بأنه لا يمكنني السحب دون إحضار دفتر العائلة رغم أن صورته لديهم ومعلوماتي الشخصية مسجلة لديهم وعلى الدفتر الموجود بحوزتهم بشكل لالبس فيه ولا غموض، فكيف لي أن أتفاءل بآليات مؤسسات تتبنى الجمود الروتيني بأسوأ أشكاله، في وقت نرى دول الجوار تدفع ثمن كل شيء عبر الجوالات منذ عقود.
 
وأشار التاجر أسعد إلى أن مصارفنا تلتزم إجراءات معقدة مثل “عدم السماح بإجراء أكثر من عملية سحب يومياً” أو “دفع عمولة حتى عند سحب الفوائد” أو “تحديد سقف السحب”، ووجود مثل هذه العقلية ضمن مصارفنا سيشلها، وخاصةً في ظل انعدام القيمة المضافة للفوائد التي تدفعها.
 
وأكد عضو في مجلس مدينة حمص لـ«غلوبال» أن البنية التحتية في المدينة جاهزة بشكل كامل للتحوّل إلى الدفع الإلكتروني من خلال مراكز خدمة المواطن والكوات الموجودة فيها، أو عبر فروع المصارف التي لا تدّخر جهداً في تحسين خدمات الطاقة البديلة وتطوير الربط الشبكي، كما تسعى لتطوير منظوماتها للتوافق مع عمليات الدفع الإلكتروني، فبدلاً من انتظار الدور على الصراف في يوم واحد في الشهر لسحب الراتب يمكن استخدام المبلغ عبر قنوات الدفع الإلكتروني لشراء أو تسديد قيمة جميع الخدمات والسلع.

وتابع: من المتوقع انضمام العديد من الشركات والفعاليات العامة والخاصة إلى الدفع الإلكتروني بشكل متسارع، وسيكون المشروع أكثر استجابة وسهولة مع إقلاع التجربة التي لا رجوع عنها، لأنها بالنهاية تمثل مستقبل كل الدول وترتبط ارتباطاً لا يقبل التجزئة بعملية التحوّل الرقمي، وحتى التحول إلى الاقتصاد المعرفي.
 
ودعا عضو المجلس المواطنين للتعامل مع الموضوع بإيجابية وثقة لأنه مهما حدث من سلبيات خلال البدء بتطبيق المشروع فإن الإيجابيات ستكون أكثر، لجهة تسريع واختصار المعاملات والزمن والتنقلات وتخفيف الضغط على المؤسسات.
 
بدوره أشار المحلل الاقتصادي الدكتور علي محمد في تصريح لـ«غلوبال» إلى أن الإيجابيات في موضوع التحول إلى الدفع الإلكتروني كثيرة مقارنة بالواقع الراهن، لكن للأسف ما زالت كلمة “فتح حساب مصرفي” من الكلمات المبهمة لدى المواطن بسبب الروتين والازدحام في المصارف، مبيناً أن مفهوم “التمصرف” والتحول للدفع عبر الحسابات المصرفية يمرّ بمجموعة من العقبات كضعف البنى التحتية، وقلة الكهرباء وضعف شبكات الإنترنت، وقلة مراكز وكوات الدفع في الأرياف، بل حتى غياب التغطية الخليوية في بعض الأماكن النائية، لكن الجهات المعنية تؤكد قدرتها على حل تلك المشكلات وتخطي العقبات عبر استخدام قنوات متعددة للدفع ولا سيما عبر الشركات الخلوية، فضلاً عن العمل على تحسين البنية التشريعية المستمر لضمان تطور مضطرد لهذا القطاع.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة