الموز للأغنياء فقط…مدير التسعير في التجارة الداخلية بحلب لـ«غلوبال»: ”اللبناني“ كسر سعر ”الصومالي“ وارتفاع المازوت أثر على غلاء الفواكه والخضر

 
خاص حلب – رحاب الإبراهيم

على بسطات متنقلة في شوارع حلب وليس في المحال التجارية، التي حتماً ستبيعه بسعر أعلى بكثير، يعرض الموز بكميات قليلة وبنوعية ليست جيدة بسعر 40 ألف ليرة، وسط دهشة كل من يسأل لمجرد السؤال وليس الشراء، فعادة قد يرتفع سعر هذه المادة في مثل هذا التوقيت ولكن ليس لمثل هذا الرقم، الذي جعله حكراً على الطبقة الميسورة كغيره من الفواكه المحلية الأخرى، التي سجلت طفرات جديدة لأسباب غير منطقية كالعادة لتعلن خروجها من حسابات العائلات محدودة الدخل.

كل عام في مثل هذه الفترة يباع سعر الموز بأسعار مرتفعة، ولاسيما أن استيراده محصور بكميات محدودة وبمستوردين محدودين أيضاً، إلا أنه لم يسجل مثل هذه الأسعار أبداً، مع ملاحظة أن الارتفاع الجنوني يشمل كل الخضر والفواكه بما فيها المحلية، لكنه بعد فترة وتحديداً في موسم الحمضيات ينخفض سعره، في لعبة ألفناها سنوياً كضغط إضافي على مزارعي هذا المنتج والتقليل من مستوى مبيعاته، ولكن لا ندري إذا كان ضخ كميات أكبر من الموز سيخفض سعره إلى مستوى يتقارب مع أسعار الحمضيات التي حتماً لن تكون منصفة للفلاحين كالعادة.

وضع صعب..؟!
مدير التسعير في مديرية التجارة الداخلية ممدوح ميسر أيد ما جاء في تقريرنا حول الموز، حيث وصف وضع هذا المنتج بـ”الصعب” في الفترة الماضية، حيث وصل سعره إلى 60 ألف ليرة، كونه يدخل بكميات قليلة بشكل نظامي نظراً لمنع استيراده بهذه الفترة، وخاصة أن المصدر الوحيد من الصومال، لكن مع دخول الموز اللبناني، الذي تعتمد عليه الأسواق المحلية انخفض السعر إلى حدود 37 – 40 ألف ليرة، بالتالي عند توريد كميات أكبر وطرحها في السوق كما هو متوقع سينخفض سعره وينكسر سعر الصومالي، الذي يفضله بعض الناس كنوع من الفتنازيا، مع أن الطعم ذاته، مشدداً على أنه في حال لم يطرح الموز اللبناني كان سعره سيصل إلى 70 ألفاً تقريباً. 

انخفاض ولكن 
وتحدث ميسر بصراحة كعادته بتأكيده على اختلاف الظروف الاقتصادية عن العام الفائت نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، فكيلو الموز كان يباع العام الماضي بمثل هذه الفترة ب15- 20 ألف ليرة، لكن اليوم أثر ارتفاع سعر المحروقات وخاصة المازوت والبنزين بشكل كبير على أسعار الموز، كحال الفواكه والخضر المحلية، حيث ارتفعت تكاليف الإنتاج والتشغيل وأجور النقل والشحن بين المحافظات وسوق الهال ومحالات المفرق، وإيجارات المحال ورواتب العمال وغيرها، إذ تضاف كل هذه التكاليف إلى سعر المادة، التي يتحمل تبعتها في النهاية للأسف المستهلك.

ولفت ميسر إلى أن غلاء الموز ليس حكراً على مدينة حلب وإنما هو وضع عام تعاني منه المحافظات كلها، وإن انخفض قليلاً في بعضها كدمشق نتيجة قربها من الحدود اللبنانية، مشيراً إلى انخفاض سعر الموز حالياً لكنه يبقى سعره مرتفعاً مقارنة بدخل المواطن، متوقعاً انخفاضه بالفترة القادمة عند طرح كميات أكبر من الموز اللبناني في الأسواق.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة