اليوم عيد…وكل عام وأنتم بخير
خاص غلوبال – هني الحمدان
ما أحلى العيد، وما أجمل معانيه وطقوسه، فيها المودّة والخير والبركة والفرح، لكن منغّصات الحياة وأعباءها اليوم اختزلت بعضاً من طقوسه، وجعلته يوماً عادياً يمضي كبقية أيامنا المثقلة بالتعب والعناء وشدّة الفقر، فالدنيا أنهكتنا بهمومها وأعبائها.
كانت أجواء أعيادنا السابقة أحلى، نتذكّر كيف كانت تزهر فرحة العيد في قلوبنا كما تزهر ورود الربيع، ويفوح عطره محبة وتآزراً وتسامحاً ولقاء قلوب وتصافيها من أي حقد أو ”درنات“ ترسّبت طيلة عام، نعم العيد ينسي القلوب عناء كل شيء، فلنجعله محطة نتناسى فيها جزءاً ممّا نحمل ونكابد، لعلّ طقوسه وروحانياته تملأ نفوسنا بالأمل وننسى ما نقاسيه من هموم وأحزان.
اليوم عيد، هو مناسبة ينتاب البشر فيها شعور الفرح والسعادة والبهجة، فمن يملكون المال بدؤوا بالاستعداد لاستقبال هذا اليوم بالزينة والتزيّن وشراء الحلويات والملابس، ومن لا يملكون وهم كثر، يمضون يومهم بحسرات وربما دموع في المقل وغصات في الصدور على أحلام عجزوا عن تحقيقها لأطفالهم في هذه المناسبة، معاودين تجديد الأمل بأجواء أكثر فرحاً وتحقيقاً للأمنيات في أعياد قادمة.
ما يميز العيد التواصل مع الأهل والجيران والأحبة بنفسٍ جديدٍ ودافعٍ صادقٍ، هو فرصة لإحياء الروابط الاجتماعية وتقويتها، وتعزيز القيم الإنسانية السامية، مثل المحبة والتسامح والتعاون والعطاء، فرصة للاحتفال بالحياة رغم صعوباتها، وتقدير للعلاقات الإنسانية السمحة.
فمدّوا أيديكم للخير والتسامح وحبّ الآخرين، واجعلوه فرصة للترفع عن الأحقاد، ومناسبة لفتح صفحة جديدة من المحبة والسلام والتعاون، وليكن هذا اليوم لفعل كل خير وكلّ ما يقرّب النفوس ويهدىء من روعها ويزيل آثار أي تراكمات سابقة، فعسى أيامكم كلّها أعياد، وكل عام وأنتم بخير وسورية وقائدها بألف خير.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة