”اليونسكو“ تتطلع على أضرار قلعة حلب…مدير القلعة لـ«غلوبال»:تدخل إسعافي بعد تقييم كامل أضرار المدينة القديمة

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

رغم متانة حجارتها إلا أن قلعة حلب تعرضت للضرر كغيرها من المباني الأثرية في مدينة حلب القديمة بسبب قوة الزلزال الشديدة، ولاسيما في مدخلها ومئذنة الجامع الأيوبي،ما استدعى تدخلاً من منظمة اليونسكو من أجل الوقوف على الضرر الذي أصاب هذا المعلم الأثري المدرج على لائحة التراث الإنساني بغية المساهمة في عمليات الترميم، وإعادة ما خربه الزلزال ولاسيما أن بعض المواقع المتضررة تستلزم تدخلاً إسعافياً سريعاً.

«غلوبال» التقى مدير قلعة حلب أحمد الغريب والذي أكد أن وفداً من منظمة اليونسكو زار مدينة حلب القديمة للوقوف على تداعيات الزلزال برفقة وفد من الأمانة السورية للتنمية، وبحضور المدير العام للآثار والمتاحف نظير عوض والدكتور صخر علبي مدير آثار ومتاحف حلب وممثلي من الإيكوموس في سورية وعدد من المهندسين.

وأضاف الغريب: إن الجولة بدأت من قلعة حلب للوقوف على ما فعله الزلزال ببعض مواقعها، وإعداد تقرير التدخل الإسعافي لبعض مواقعها والتي تعود إلى العهد الأيوبي والمملوكي.

وبين الغريب أن الوفد عاين مدخل القلعة، الذي تضرر بشكل كبير نتيجة الزلزال، وأصبح بحالة إنشائية تنذر بالخطر على السلامة العامة للزوار، حيث حدث في المدخل تصدعات وهبوط بسقف القوس الوتري الحامل لبلاط مدخل البرج المتقدم، وهو باب القلعة الرئيسي فضلاً عن تشققات ببدن المدخل، ولهذا اتخذ قرار بمنع الزوار إليها حرصاً على سلامتهم وعلى سلامة القلعة أيضاً كون الحمولة الثقيلة تؤثر عليها.

وأضاف الغريب: إن الوفد زار ثلاثة مواقع تضررت بشكل كبير بفعل الزلزال، وهي مئذنة الجامع الأيوبي، حيث أحدثت ببدنها تصدعات عميقة مع خلوع وميول واضح للمئذنة،ما يستدعي التدخل الإسعافي لإنقاذها، كما انهار جوسق المئذنة من الأعلى والذي يتألف من قبة مدببة محمولة على رواق.

ولفت إلى أنه بجانب الجامع الأيوبي هناك الثكنة العثمانية التي تداعت واجهاتها الجنوبية والشمالية وسقطت أجزاء منها، فضلاً عن سقوط جزء من سقف الثكنة من الغرب، كما انهارت أجزاء كبيرة من مبنى صومعة الطاحونة العثمانية.

كما عاين الوفد أيضاً حسب مدير قلعة حلب السور الدفاعي للقلعة من الداخل ووقف على الأضرار التي لحقت ببعض الأبراج الدفاعية، والتي تستدعي التدخل أيضاً لإسعاف هذه المباني والحيلولة دون انهيارها، إضافة إلى معاينة مدخل قاعة العرش والنظر بالتصدعات التي حدثت لمدخل القاعة الملكية، وبعد ذلك توجه الوفد إلى الأسواق القديمة.

وأكد الغريب أنه بناء على تقييم الأضرار سيتم تخصيص كتلة مالية من أجل إعادة الترميم، وبعد ذلك سيتم إعداد الدراسات اللازمة من أجل التدخل حسب الحاجة عن طريق المديرية العامة للآثار والمتاحف، وذلك بعد الانتهاء من تقييم الأضرار في المدينة القديمة بحلب.

وقد علم «غلوبال»أن وفد منظمة اليونسكو سيقيم بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وشركة رحى التي تقوم بترميم الأسواق القديمة ورشة عمل في مدرسة سيف الدولة يوم غد.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة