انتبهوا…كلامكم من ذهب..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
باتت فاتورة الحياة أغلى، كل يوم أصعب من سابقه، وختام أيام العيد مسكٌ بدقائق ثمنها ذهب، مع مطلع كل يوم هناك غلاء، و كل شيء يزداد ثمنه،وربما يتضاعف حتى خدمات الحكومة والشركات الخاصة، التي تقدّم خدمات أساسية بالتشارك مع الحكومة زادت أسعار تلك الخدمات مرات ومرات،أجور وفواتير وأسعار المأكولات والمشروبات..إلخ.
انتهت أيام العيد، ولا بد هنا من تقديم الشكر والثناء لعناصر الرقابة التموينية والسياحية، الذين تناسوا دورهم الرقابي، وتركوا أصحاب المنشآت السياحية والمطاعم و”الكافيهات“ يحلّقون بأسعار خدماتهم بفحش وصل إلى حدّ ما يسمى بـ” تشليح“ العباد المضطرين لدخول ”كافيه“،ولو لمرة واحدة تحت ضغط طلبات أهل بيتهم أو بالإحراج!.
الجميع يعاني من غلاء وارتفاع تكاليف المعيشة يوماً بعد يوم، والكل استسلم لمنطق السوق، و ما على المواطن إلا الدفع في حال اضطر للشراء أو دخل ”كافيه“من أجل إدخال الفرحة إلى قلوب أطفاله ولو لمرة واحدة..!
حتى الآن الكلام معروف للعموم، لكن ما أحبّ الإشارة إليه هو سلوك بعض الشركات الخدماتية، والتي تقدّم خدمات مهمة، إذ باتت تحذو حذو بعض الإدارات والمؤسسات الرسمية وتعاملاتها، فعندما تقرر رفع سعر أي خدمة أو سلعة تقلّل الكميات المتاحة للعرض لخلق أجواء ليست بالسوية،ولا تمت إلى المنطق والمنهجية السوقية بأي صلة، تقلّل السلع أو تقلّل من سوية جودة الخدمة لتمرير قرار يجيز لها رفع أسعار خدماتها.
وها هما شركتا ”الخليوي“ تذكراننا بإجراءات بعض الوزارات عندما كانت تتحجّج بقلّة السلعة والمادة المطلوبة، أو سوء تجهيزات ومستلزمات الجودة، بهدف التذرّع بتلك المسوغات و”تمريقها“ لتكون حجة لرفع أسعارها، فالشركتان تاريخهما حافل بتسجيل الأرباح وجني الأموال، وكانتا في أوقات سلفت تؤدّيان خدمة اتصالات وإنترنت جيدة، لكن وخلال السنتين الأخيرتين تراجعت سوية جودة الخدمة، رغم رفع قيمها منذ فترة و هاهما اليوم تعلنان أسعار خدماتهما الجديدة بمضاعفة أخرى، ستلحق على الفاتورة مقابل خدمة الاتصالات والانترنت وبنسبة عالية، في وقت تشهد الأوضاع ظروفاً اقتصادية صعبة وأعباء حادة، لكن كل مؤسسة أو جهة تقدّم خدمة تسوّق ليلاً ونهاراً جملة مسوغات لرفع أجورها و أسعارها، وهذا ديدن عملها بل صار هدفها، بعيداً عن جودة خدماتها..
مع نهاية أيام العيد وافقت الحكومة على مسعى شركتي ”الخليوي“ لرفع أسعار خدماتهما، لتصبح أجرة الدقيقة ٣٥ ليرة، ربما من باب وضع حدّ يلزم المواطن ليبقى بعيداً عن ”البهورة“ و”طق الحنك“، عيديّة مرتّبة تتناسب مع الدخول المنتوفة أصلاً.
والسؤال: مادامت الشركتان رفعتا أسعار خدماتهما، فهل ستكون تلك الخدمات بمستوى مضاعفة الأسعار، أم هي حجج ومبررات وكذب على الزبائن لجني الأرباح بصورة أكثر استغلالاً، بوركت أسعاركم وخدماتكم ذات الجودة العالية.
لكن الغريب بحق كيف تفكر حكومتنا والشركات التي تضاعف أجور خدماتها وأسعارها، ولا تعي أو تناقش حالة التضخّم والغلاء، وحالة صمود الدخول وثباتها القوي، فكل شيء تضاعف مرات، والكل يزيد قيم خدماته، بينما الراتب ثابت لا يتزحزح.
الشكر للحكومة ولشركتي الخليوي على ”تمريق“ أيام العيد على المواطن قبل أن تزيد أسعار خدماتهما، ودمتم مستنفرين فقط لزيادة الأعباء على المواطن ومحاصرته لـ””يشلح“ آخر قطعة تستر عورته، هذا إذا ما صارت مكشوفة..!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة