انكماش وتضخم وتراجع الاستهلاك أبرز ملامح النصف الأول من العام الجاري… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الاقتصاد السوري يمر بمرحلة الانتظار
خاص دمشق – بشرى كوسا
يجري تداول أحاديث كثيرة حول انتعاش الاقتصاد والتجارة وتحسن الصناعة والصادرات السورية خصوصاً في القطاع الصناعي، ولكن يرى محللون اقتصاديون أن واقع الحال يختلف عن التصريحات الاقتصادية، فهناك تراجع حاد في الحركة الاقتصادية نتيجة التضخم والركود في الأسواق، خلال النصف الأول من العام الجاري.
وفي هذا السياق، أكد عضو غرفة تجارة دمشق ياسر كريم، أن الاقتصاد السوري يمر بمرحلة الانتظار بسبب عدم وجود هوية اقتصادية واضحة، ولا توجد خطة واضحة للمستقبل.
وأضاف كريم في تصريح لـ«غلوبال» إن السوق يشهد انكماشاً حاداً، ناهيك عن التضخم بالأسعار، مرجعاً السبب لقلة الاستهلاك، وعدم دخول مشاريع جديدة إلى العمل، فالكل يمر بمرحلة “التريث” وفق تعبيره.
وحول حقيقة الانفراجات، أوضح كريم أننا نسمع عنها فقط، كما نسمع عما يسمى باقتصاد السوق الاجتماعي، ولكن لا نلمس قوانينه، فالتغيير الاقتصادي مجرد كلام وحبر على ورق.
يتم تكرار عبارة الإنتاج أولاً من الصناعيين، ولكن يقف دونها العديد من المعوقات التي يرددها أصحاب المهن وعلى رأسها، ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في العملية الإنتاجية، وارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات، ما تسبب بخفض الإنتاج وارتفاع التكاليف.
وكشف كريم أنه لا توجد أي عودة للرؤوس الاقتصادية، في ظل تذبذب الأسواق وعدم الاستقرار.
ولفت كريم إلى أنه رغم أننا في ذروة الموسم السياحي حالياً ولكن الآثار الاقتصادية لقدوم السياح ونشاط الموسم السياحي لم تنعكس على الاقتصاد وغير ملموسة، رغم امتلاء الفنادق والمطاعم التي تضع تسعيرتها وفقاً للأسعار العالمية، ولكن هل يمكن للأسواق أن تجاري السعر العالمي وخاصة لأصحاب الدخل المحدود!.
وهنا يتكرر السؤال هل الحل بزيادة الرواتب والأجور، وهل ستكون الزيادة حقيقية يستفيد منها الموظف أم وهمية نتيجة ارتفاع سعر الصرف وأسعار المحروقات وزيادة الضرائب.
يجيب خبراء الاقتصاد، بأن لاجدوى من زيادة الرواتب، لأنه سيكون هناك ارتفاع أكبر في الأسعار، ومزيد من التضخم، والزيادة الحقيقية للرواتب تكون من خلال خفض الأسعار فقط.
يذكر أن وزارة الاقتصاد، تكشف بين الفينة والأخرى عن إجمالي الصادرات السورية في مختلف القطاعات، ومنها أن إجمالي قيمة الصادرات السورية في النصف الأول من العام الجاري بلغ ما يفوق 500 مليون يورو، بزيادة تبلغ نحو 39%، مقارنة بقيمة الصادرات في النصف الأول من عام 2023.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة