بحثاً عن فرص عمل والدخل… شباب يحفرون في مناجم “البوتات“… خبير تقني لـ«غلوبال»: مضيعة للوقت ولها آثار نفسية سلبية
خاص دمشق – زهير المحمد
يجلس فراس معظم يومه وهو “يكبس” على جواله، ويتناقش مع شباب في عمره على مجموعات تلغرام مخصصة للتباحث عن البوتات الجديدة، وأفضل الطرق للربح منها، وكذلك تنفيذ مهمات مثل تقييم مواقع أو مشاهدة فيديوهات أو المشاركة في استبيانات تجري وراء البحار.
ويوضح فراس لـ«غلوبال» أنه طالب حقوق سنة ثالثة، بحث عن فرصة عمل في العالم الواقعي، تكفيه تكاليف دراسته، لكن بعد منزله الموجود في الحسينية بريف دمشق، عن العاصمة وضعف الرواتب والساعات الطويلة المطلوبة للعمل جعلته يعدل عن الفكرة فما سيحققه من دخل سيدفعه أجور تنقل وطعام، لذلك بحث عن العمل على الإنترنت بعدما سمع من أقرانه عن العوائد الجيدة التي يمكن أن يحققها.
وأضاف فراس: اليوم يوجد “بوت” على منصة تلغرام اسمه “هامستر”، من المنتظر أن يطلق عملة مشفرة، وحسب من دعونا إليه، فإننا سنحقق دخلاً جيداً، فقط مقابل “التكبس” والتعدين على الجوال.
فيما تحدث صديقه إبراهيم عن وجود “بوت” آخر اسمه “يس كوين” يعمل عليه بالإضافة إلى الهامستر، ويأمل أن يحقق دخلاً جيداً، مشيراً إلى وجود عشرات آلاف الشباب السوريين الذين يعملون بنفس النهج، وملايين الشباب العرب، وهناك عشرات الملايين حول العالم، فمن “يكبّسون” على هامستر تجاوزوا 200 مليون شخص حول العالم، وبات حديث الجميع حالياً.
بدوره حذر الخبير التقني الدكتور محمد حبش من انتشار الألعاب عبر الإنترنت والتي معظمها يكون هدفها النصب والاحتيال بشكل أو بآخر، منوهاً بأهمية ودور وسائل الاعلام في التوعية والتحذير من مخاطرها.
وعن الألعاب التي يتم من خلالها جني أموال، أوضح الدكتور حبش لـ«غلوبال» أن أغلب الألعاب لا تجني أموالاً، وإنما مجرد جني أرقام على الشاشة، معتبراً أن معظمها مضيعة للوقت وليست للتسلية.
وتساءل حبش، إن افترضنا أن هناك ألعاباً تدر أموالاً على اللاعبين، دعونا نسأل ما مصلحة صانعيها وماذا قدمت لهم، وقتاً أم جهداً أم إعلانات، محذراً من تأثير بعض الألعاب على الناحية النفسية للأشخاص المنضمين إليها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة