برادات الكمأة الدامية إلى الخليج؟
خاص غلوبال – زهير المحمد
كشف السيد محمد العقاد عضو لجنة مصدري الخضر والفواكه في سوق الهال أنه يتم تصدير خمسة برادات من فطر الكمأة يومياً إلى دول الخليج، وهذه الكمية رغم محدوديتها قياساً بالكميات التي تزخر بها بوادينا، تكشف حجم الألم الذي تعانيه مئات الأسر السورية التي تنكب سنوياً في هذا الموسم، الذي تسفك فيه دماء الأبرياء، بعد أن تتشظى أجسادهم من تفجر الألغام في السيارات التي يستخدمونها للتنقل في أرياف حمص وحماة والرقة والحسكة ودير الزور وفي كل المناطق المتاخمة للبادية.
في هذا العام خسرنا حوالي سبعين ضحية والعشرات من المصابين على طرق الحصول على الكمأة المفروش بالأخطار، والعدد مرشح للزيادة حتى انتهاء هذا الموسم الدامي، نتيجة انفجار الألغام أو نتيجة وقوع الضحايا في كمائن للذئاب الداعشية المنفردة.
وما يجنيه هؤلاء الذين يغامرون بدمائهم يتم فرزه وتوضيبه وتصدير النوعية الأفضل وبأعلى الأثمان، فيما لا يكفي كل ما يجنيه الضحايا في الموسم لتغطية تكاليف يوم من أيام العزاء، وبالتالي فإن على التجار الذين يستثمرون في تصدير الكمأة أن يتحملوا شيئاً من المسؤولية الأخلاقية، والتعويض على الضحايا الذين جيخسرون حياتهم أو سياراتهم أو أطرافهم كمرحلة أولى.
أما الخطوة الأهم فهي أن تعمل الجهات المعنية على تحديد المناطق الآمنة للبحث عن الثمرة الدامية، وتنظيف الطرقات التي تستخدمها السيارات من الألغام، لأن التفرج على المآسي التي تقع يومياً يرشح المشكلة إلى مزيد من التعقيد والخسارة التي يتكبدها الفقراء، ليقدموا للمصدرين خمسة برادات يومياً مرشحة للارتفاع سنة تلو أخرى.
للأسف فإن العقوبات والحصار الإقتصادي أحادي الجانب المفروض على سورية، وانخفاض قيمة العملة المحلية والغلاء وسرقة أمريكا لمواردنا ودعمها للإرهاب، جعل لقمة العيش مغمسة بالدم لملايين السوريين الذين يبحثون عن الكمأة رغم معرفتهم بالأخطار الجسيمة التي يتوقعونها قبل أن يصلوا إلى أماكن تواجدها، ولايزال الكثيرون يفضلون الموت من الأخطار على أن يموتوا من الجوع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة