خبر عاجل
تفاقم أزمة النقل في حمص وانتظار للحلول… عضو المكتب التنفيذي المختص لـ«غلوبال»: نعمل على تخفيف الضرر بتدوير جزء من الكميات بين القطاعات الذهب يصل إلى قمة جديدة محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: في طريقة إلى 3 الاف دولار للأونصة لأنه الملاذ الآمن المخرج كرم علي يكشف ل “غلوبال” تفاصيل “إخلاء زميل” مع جمال العلي زخات من المطر مع هبات من الرياح… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة حكومة أمام تحديات السياسة والاقتصاد العدادات “موضة” السوق الجديدة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: الدفع الإلكتروني غير مقنع وطبع فئات كبيرة غير ميسّر حالياً بالصور… الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ بدمشق. “معتصم النهار” أفضل ممثل عربي و “نور علي” تنال جائزة الإبداع في مهرجان الفضائيات العربية 2024 عدسة غلوبال ترصد ديربي اللاذقية بين تشرين وحطين في دورة الوفاء والولاء بكرة القدم اتهامات تطال إكثار البذار حول بذار البطاطا…مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: التعاقد مع الفلاحين حصراً يتم عن طريق الترخيص الزراعي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بعد اعترافها بالأخطاء…هل تنجح هيئة التفاوض في تجاوزها؟

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

بعد نوم عميق وأحلام خيالية وارتهان للإملاءات الخارجية استفاقت (هيئة مفاوضات المعارضة السورية) واعترفت بأنها ارتكبت أخطاء سياسية خلال الفترة السابقة ودعت إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع الدولة السورية، جاء ذلك في أعقاب اجتماع عقدته الهيئة يوم أمس الأحد.

ومع أن الاعتراف بالخطأ فضيلة إلا أن اعتراف الهيئة بالخطأ قد لايكون كذلك لأن هذا الاعتراف جاء متأخراً وفوت فرصاً عديدة ومنذ سنوات في التوصل إلى قواسم مشتركة مع القوى السياسية الوطنية تؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني الذي يحقق مصلحة الشعب السوري بجميع مكوناته السياسية والإثنية.

ومع أن الهيئة لم تعدد الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها خلال عقد من المفاوضات المتعثرة مع الدولة السورية، والتي لم تنتج إلا التعطيل والتأجيل لتلك المفاوضات نذكرها بمجموعة من النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار لنجاح أي جولة من المفاوضات القادمة.

منها وحدة الأراضي السورية وسيادتها ورفض التدخل الخارجي بشؤونها الداخلية وفق ماأكدت عليه جميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأزمة في سورية.

وأن تدرك الهيئة بأن المفاوضات هي لإقرار إصلاحات سياسية تلبي حاجة الشعب وتقوي سلطة الدولة والتوصل إلى قواسم مشتركة تضمن للقوى السياسية تمثيلاً في جميع مواقع القرار وبما يتناسب مع رصيدها الجماهيري السوري الذي تحدده صناديق الاقتراع وليس عوامل الدعم الخارجي لمن يدعون المعارضة.

كما يجب أن يدرك الجميع بأن الدولة السورية هي دولة قائمة وهي تتسع لجميع أبنائها وبالتالي فإن المشاركين في هيئة التفاوض يجب أن يتخلوا عن مبدأ الإقصاء وأن يتخلوا عن تبني أجندات بعض الدول التي تمولهم أو تدفع تكاليف إقامتهم في الفنادق والشقق المفروشة.

ومن وجهة نظري الشخصية أعتقد بأن على هيئة التفاوض أن تتخلى عن العلم الذي كان معتمداً إبان الانتداب الفرنسي واعتماد علم الدولة السورية، ولاسيما أن علم الدولة السورية ه‍و العلم الذي يرفع في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وفي الجامعة العربية، وبالتالي فإن أي علم آخر لايمكن اعتماده لأنه لايتوافق مع الواقع ومع العرف الدولي وهو مجرد محاولة غير موفقة لإيهام الآخرين  بأن المطلوب بناء دولة وإلغاء دولة قائمة مع علم آخر ليس له أي إعتراف بالمحافل الدولية والعربية.

وعلى هيئة التفاوض أن تدرك جيداً حجم التغيرات السياسية على الساحة الدولية ككل وعلى الساحة العربية على وجه الخصوص، وفشل كل محاولات إسقاط الدولة السورية، مع التأكيد على أن بعض دول الجوار وبعض دول الإقليم التي كانت تحرض على إسقاط الدولة السورية وتدفع بعض (المعارضين) للتعنت في مطالب غير واقعية لم تعد باستطاعتها القيام بذلك الدور، وبات همها اليوم التواصل والتنسيق مع الدولة السورية، وحتى تركيا التي مثلت رأس حربه في العدوان على الشعب السوري تحث الخطا لتطبيع العلاقات مع دمشق، وأنا هنا لا أقصد بأن موقف هيئة التفاوض بات ضعيفاً بسبب تغير مواقف الدول الداعمة لها، وإنما للتذكير بأن قوة موقفها أو ضعفه يتحدد من خلال الأجندة التي تتبناها وليس من خلال الاستقواء بالخارج.

ومانأمله فعلاً أن تكون المفاوضات القادمة فوق الأرض السورية وتحت راية العلم السوري الذي يجب أن يستظل بظله الجميع.

لقد عانى الشعب السوري أمنياً وسياسياً واقتصادياً على امتداد سنوات الأزمة العجاف، ونتطلع جميعاً إلى تمتين قوة الدولة والتعاون في حل جميع المشكلات المتعلقة بمحاربة الإرهاب وطرد القوى الاستعمارية من جميع الأراضي السورية، وإنهاء المحاولات الانفصالية وإعادة الإعمار وعودة المهجرين والاستمرار بالتسويات والعفو عن جميع من لم تتلطخ أيديهم بالدم السوري.

وأعتقد بأن الجولة القادمة من المفاوضات ستكون أفضل من سابقاتها ونجاحها مطلب لكل سوري يؤمن بأن مصلحة البلد فوق مصالح الأفراد وأن التخلي عن الأجندات الخارجية هو بداية التراجع عن الأخطاء التي اعترفت بها (هيئة التفاوض).

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *