بعد انقطاع استمر ثمانية أشهر المياه تصل الحسكة… مدير مؤسسة المياه لـ«غلوبال»: ورشنا لم تدخل محطة علوك المحتلة بعد
خاص الحسكة – عطية العطية
وصلت مياه الشرب إلى أحياء وسط مدينة الحسكة وحي المريديان والحي العسكري وحي تل حجر بعد انقطاع استمر لثمانية أشهر متواصلة، وذلك بعد إعادة تشغيل محطة علوك بريف رأس العين المحتلة شمالي الحسكة، من قبل الاحتلال التركي، بعد إيصال التيار الكهربائي لها من محطة الدرباسية المسيطر عليها هي الأخرى من قبل ”قسد“، حيث تعاني (محطة علوك) من انقطاعات متكررة تصل بعضها إلى أشهر عديدة، وذلك منذ احتلال منطقة رأس العين شمالي غربي الحسكة من قبل الاحتلال التركي أواخر عام 2019.
وقال مراسل «غلوبال» في محافظة الحسكة: إن ضخ مياه الشرب على أحياء وسط مدينة الحسكة والتي يصل عددها إلى ستة أحياء متلاصقة، إضافة إلى أحياء المريديان والعسكري وتل حجر، يأتي بعد ضخ المياه إلى أحياء القسم الشمالي (النشوات) والقسم الشمالي والغربي من المدينة، بعد إعادة تشغيل محطة آبار مشروع علوك التي تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني سوري في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للحسكة.
وبين مدير عام مؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود عكلة في تصريح لـ«غلوبال»أن خزانات التجميع الأساسية في محطة الحمة تمت تعبئتها من كميات المياه الواردة من محطة آبار علوك بعد أن تم تشغيلها بعدما أوقف المحتل التركي الضخ منذ مطلع شهر أيلول من العام الفائت، مشيراً إلى أن وارد المياه عبر خطوط نقل المياه من علوك إلى الحمة ما زال ضعيفاً بسبب عدم تشغيل عدد كاف من المضخات الأفقية ضمن المحطة.
وأكد عكلة عدم دخول ورشات المؤسسة إلى محطة آبار علوك للاطلاع على واقعها ولاسيما أن المحطة متوقفة عن العمل منذ ثمانية أشهر، داعياً إلى ضرورة تسليم محطة علوك بشكل كامل للعاملين في المؤسسة لضمان استمرار ضخ المياه باتجاه أحياء مدينة الحسكة دون أي توقف وإجراء الصيانات اللازمة لها.
وكشف مدير عام مؤسسة المياه بالحسكة أن جيش الاحتلال التركي هو من يشرف حالياً على تشغيل آبار المحطة، حيث لا توجد أي معلومات عن عدد الآبار العاملة ضمن المحطة، لكن من غزارة الوارد المائي يتضح أن الآبار التي تعمل ضمن المحطة قليلة نسبياً، حيث تصل إلى محطة ضخ الحمة القريبة من مدينة الحسكة والتي تسيطر عليها قوات ”قسد“ منذ سنوات تمنع دخول ورش مؤسسة المياه إليها.
وأوضح العكلة بأن خروج محطة علوك و محطة الحمة عن السيطرة إضافة لسيطرة قوات ”قسد“ على منابع الكهرباء المغذية للمحطات، والتعديات الجائرة على خطوط الكهرباء الواصلة من الدرباسية إلى رأس العين من قبل مسلحي ”قسد“والمجموعات المسلحة الخاضعة للاحتلال التركي، وخط جر المياه من رأس العين إلى الحسكة حيث تصل مسافته إلى 80 كم، جعل من الوضع المائي في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها صعباً جداً، ووصل في بعض الأوقات إلى ظروف مأساوية خصوصاً مع دخول فصل الصيف وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
وطالب مدير عام مؤسسة مياه الحسكة من المنظمات الدولية والإنسانية والجهات ذات الصلة بضرورة التدخل لتحييد محطة علوك عن النزاعات والخلافات العسكرية والسياسية وتسليمها لورش مؤسسة المياه لضمان ديمومة ضخ المياه وانسيابها باتجاه مدينة الحسكة.
ويعاني مليون مدني سوري في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للحسكة، من معاناة استمرار انقطاع المياه عنهم خلال فترات متكررة تصل بعضها إلى أشهر طويلة نتيجة توقف العمل في محطة مشروع أ
آبار علوك التي تعد المصدر الوحيد للمياه والتي تضم 34 بئراً ضخماً و16 مضخة أفقية، ويصل إنتاجها اليومي إلى ما يقارب 100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب وهي تقع في قرية علوك شرقي مدينة رأس العين على الحدود السورية – التركية.
وفي حال انقطاع المياه يعتمد السكان على توفير المياه من الصهاريج الخاصة التي تنقل المياه من الآبار الريفية حيث يصل سعر الخزان الواحد ( 5 براميل) إلى 15 ألف ليرة، في حين يتم توفير مياه الشرب من محطات التحلية التي تم تركيبها في أحياء المدينة من قبل المنظمات الدولية أو عبر شراء المياه المعدنية والتي يصل سعر الطرد الواحد منها إلى ما يقارب العشرة آلاف ليرة ما زاد من معاناة المواطنين الحياتية والمعيشية، في حين يتم توفير المياه الخاصة بالأعمال المنزلية من الآبار المنزلية التي تم حفرها من قبل الموطنين في حدائق المنازل والشوارع العامة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة