خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بقرار إثبات واشنطن عاقبت الإنسانية في سورية

خاص غلوبال – شادية إسبر

إذا تجاوزنا الحديث عن عدم قانونية وإنسانية الإجراءات القسرية الأمريكية ضد شعوب العالم المناهضة للسياسات الأمريكية، وخاصة تلك المفروضة ظلماً على الشعب السوري، والتي اشتدت منذ العام 2019 مع ما سُمي ”قانون قيصر“، فإننا لا نستطيع غض الطرف عن نتائجها الكارثية، والتي أكثر ما ظهرت جلية مفضوحة، في تعاملها مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب محافظات عدة فجر الاثنين الماضي.

على مدى سنوات قبل ”قيصر“المزعوم وبعده، لم يترك مسؤول أمريكي فرصة إلا وزعم فيها أن إجراءات بلاده، ”العقوبات“ الجائرة، لا تستهدف المستلزمات الإنسانية للشعوب المعاقبة، بمعنى أن الأمريكي نكر إنكاراً شديداً أنه استهدف بعقوباته القطاع الصحي مثلاً، أو حليب الأطفال، أو المواد الغذائية الأساسية، ومستلزمات الإغاثة، والكثيرون ممن يتبعون الأمريكي ”خوفاً أم ولاء“، كرروا ببغائية كلامه، ونفذوا أوامره، فماذا كانت النتيجة؟.

سقطت الأقنعة مجدداً مع اللحظات الأولى للزلزال المدمر، هذه المرة نزع الأمريكي قناعه الإنساني بيده، وهو يحاول أن يستغل الكارثة الطبيعية كي يظهر للعالم الذي انتفض مطالباً برفع العقوبات عن سورية، إنسانيته المزعومة، فلم يعد أمام الأمريكي سوى الخروج بقرار، ليكون القرار ذاته دليلاً على كل الإجرام السابق الذي ظل يغطيه بقناع النكران.

بعد أربعة أيام على الكارثة، والتي يًحتسب فيها الزمن بأجزاء أجزاء الثانية، حيث أنفاس الضحايا تحت الأنقاض لا يمكن لها أن تنتظر قرارات، للزمن هنا توقيت مختلف عن كل الأزمة، لكن الأمريكي احتاج لأكثر من أربعة أيام كي تخرج ”إنسانيته“ بقرار، وبعد أن حذر قادة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من أن العقوبات تعوق الجهود المبذولة لإيصال المساعدات إلى سورية.

زعمت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات لن تقف في طريق إنقاذ الأرواح، بعد سنوات من أحاديث أمريكية بأنها لا تستهدف جهود الإغاثة، ليكون إعلان الخزانة الأمريكية اعترافاً بأن جميع الإدعاءات السابقة محض كذب وتضليل، فلو كان حديثها السابق صحيحاً، لماذا تقرر السماح الآن للمسموح به أصلاً وتضع حداً لمدة ستة أشهر؟.

إذاً، كانت واشنطن تعلم، وتتقصد أيضاً، أن تعاقب الإنسانية واحتياجاتها في سورية، وأن عقوباتها المفروضة على الشعب السوري أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية خلال السنوات الماضية.

مجدداً لم تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في تلميع صورتها بقرار خزانتها الأخير هذا، بل على العكس أثبتت به ما دأبت الحكومة السورية على تأكيده مراراً، أن العقوبات الامريكية الجائرة استهدفت سبل عيش الشعب السوري، وفاقمت معاناته في كارثة الزلزال، وتسببت بمضاعفة الآثار السلبية له على آلاف الأسر السورية، كما أنها أعاقت عمليات الإنقاذ، وهي تتحمل المسؤولية كاملة عن أرواح من لم تستطع فرق لإنقاذ إنقاذه.

قرار دعائي أمريكي، في قراءة تفاصيله نجده لا يشمل السماح بالتعامل المالي مع أي جهة تتبع للحكومة السورية، ولا التعامل مع الأشخاص المدرجين على قوائم العقوبات الأمريكية، كما لا يزال يفرض حظراً على استيراد النفط السوري، والذي هو في الواقع منهوب من الأمريكي وميليشياته، ولا يخفى على أحد أن النفط أساس كل عمليات الإغاثة وتفاصيلها من رفع الأنقاض إلى إعادة الإعمار، مروراً بإنارة وتدفئة مراكز الإيواء، وإنتاج الألبسة والأغطية والخيام، وصولاً إلى تشغيل معامل الغذاء والدواء، وغيرها من تفاصيل، ما يعني أن القرار الأمريكي خلبي استعراضي، ونتائجه الفعلية لا تتجاوز شفاه قارئه.

لم ولن تنطل ”البروباغندا الأمريكية“ الإنسانية على سورية، وأشقائها الفعليين، وأصدقائها الأوفياء، الذين لم ينتظروا يوماً أي قرار أمريكي، فهبوا لإغاثة المنكوبين، بينما كانت الاستجابة السورية الداخلية الوجه الأكثر نصوعاً للقوة السورية الكامنة، والتي جيّرت الإمكانات المتواضعة ”المعاقبة“، للقطاعين العام والخاص، بتكاتف اجتماعي إنساني ليس بغريب أو جديد، لمواجهة كارثة الزلزال وتداعياتها.

لكن السؤال الذي يتداوله الشارع السوري، ماذا لو كانت سورية غير معاقبة؟ بينما تُرفع شعارات في عواصم عربية وغربية كثيرة، أكثر ما لفتني منها، الذي حمل جملة تقول ”سورية تغيث ولا تُغاث“، في تذكير لتاريخ سوري إنساني، الذي تشهد عليه مواقف ومحطات كثيرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *