تجارة التبن تنشط… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: إنتاج المحافظة يغطي احتياج الثروة الحيوانية
خاص السويداء – طلال الكفيري
لم يكن إنتاج السويداء الوفير من نواتج حصاد محصولي القمح والشعير “التبن” هذا الموسم، إلا فرصة للتجار الذين دخلوا على خط شرائه من بيادر المزارعين، مستغلين تراجع بورصة أسعاره للموسم الحالي نتيجة وفرته، ولاسيما أن سقف مبيعه من أرضه لايتجاوز الـ 350 ليرة للكيلو الواحد، ليصار إلى بيعه في فصل الشتاء والسنين العجاف لمربي المواشي كمادة متممة للأعلاف بأسعار مرتفعة تفوق الألف ليرة.
لعبة أتقن لغتها من اتبع تجارة التبن منذ سنين عدة، فقد أصبحت بيادر إنتاجه ميدانهم السنوي، فمنذ بدء موسم الحصاد والذي بات في خواتمه على ساحة المحافظة، وهم يصولون ويجولون بين القرى والبلدات المنتجة للمحاصيل الحقلية، لشراء أكبر كمية من نواتجها لمعرفتهم المسبقة بتهاوي أسعارها في سنين الغلال، وارتفاع مؤشرها في سنين الجفاف، وما تحليق أسعاره الموسم الماضي إلا أكبر دليل على ذلك حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى ما فوق الألف ليرة، وهذا السعر لم يسبق وأن دونه مربو المواشي على قوائمهم الشرائية منذ سنين، ولاسيما أن سعره منذ أربع سنوات كان لا يتعدى 25 ليرة للكيلو الواحد.
فالأتبان المنتجة هذا الموسم باتت وحسب الذين التقت بهم «غلوبال»تشكل عبئاً على من كان لها منتج، من جراء عدم توافر مخازن لتخزينها عند غالبية المزارعين، ناهيك عن ارتفاع أجور نقلها من وإلى أماكن تخزينها إن وجدت، لذلك فبدلاً من تركها على البيدر تصارع العوامل الجوية فلم يكن أمامهم سوى بيعها للمتاجرين وبأقل الأثمان، والأهم من كل ما ذكر حاجتهم إلى السيولة المالية لتسديد ما ترتب عليهم من مبالغ مالية لقاء تكاليف الإنتاج أهمها “الدّراس – الحصاد”.
وفي هذا السياق أشار مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ«غلوبال» إلى أن إنتاج المحافظة من التبن هذا الموسم يغطي احتياج الثروة الحيوانية، فالكثير من المزارعين هم بالأصل غير مربين فهؤلاء يقومون ببيع إنتاجهم من التبن إلى التجار، بينما من لديه مواشي يحتفظ بقسم من إنتاجه لتقديمه لمواشيه كمادة علفية في فصل الشتاء، وبالتالي بيع ما تبقى إما للمربين أو للتجار.
ولفت حامد إلى أنه لا توجد إحصائية عن كميات التبن المنتجة في السويداء، ولاسيما أن موسم الحصاد ما زال مستمراً، منوهاً إلى أن الدونم الواحد ينتج من التبن ذات الكمية التي ينتجها من القمح أو الشعير طبعاً مع وجود اختلاف بالإنتاج بين منطقة وأخرى.
بدوره، أوضح رئيس دائرة الصحة الحيوانية الدكتور كميل مرشد لـ«غلوبال» بأن مادة التبن يتم خلطها مع المادة العلفية تجنباً لإصابة الماشية باضطرابات هضمية، كونها تسهل عملية الهضم عندها، علماً بأن قيمتها الغذائية متدنية لكنها ذات فائدة من الناحية الصحية للمواشي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة