تحديات أخرى غير الأسعار والفقر…احذروها!

خاص غلوبال – هني الحمدان
تحديات كبيرة وضغوط باتت كبيرة في أيامنا الراهنة، ليست تواجه حياتنا فقط إنما امتدت لدول وشعوب عدة في أرجاء المعمورة، هي ليست ضغوط وأزمات نتجت عن حروب، بل برزت تحديات مناخية لها علاقة بالمتغيرات المناخية التي بدأت آثارها ومفرزاتها تتكشف شيئاً فشيئاً، تاركة وراءها العديد من التشوهات والمضايقات وربما الدمار و الهلاك أبعده الله عنا وعن بلادنا.
فالتحديات التي تواجهنا لا تحترم أي خطوط على الخريطة، ومن الصعب التصدي لها على النحو الوافي من خلال جهود متدرجة أولاً بأول، هي تؤثر فينا جميعاً لكننا نستشعر تأثيراتها بشكل مختلف، عند دول الشمال يبقى التغير المناخي وآثار الأجواء المناخية أقل وطأة منه لدى دول الجنوب، هناك يعملون على خفض الانبعاثات والتقنيات تخفف قدر الإمكان من وقوع أي كوارث، بوقت تكون تداعياتها قاسية على دول الجنوب وثقيلة على اقتصادات الحكومات و كارثية على قنوات وروافد النمو ككل، في دول الجنوب يتحول الأمر إلى مسألة بقاء، حياة أو موت، فالأعاصير والتقلبات والجفاف الذي يدمر كل شيء، يقضي على المزارع والغابات ونمو البلدان، وربما يحصل العكس وتتعرض دول بمساحات واسعة مخصصة للزراعة إلى فيضانات تجرف معها عقوداً من التقدم.
هاهي موجات الحر شملت معظم الدول وبدأت صيحات المنظمات ومراكز الأبحاث تحذر من مخاطرها، وربما يأتي وقت تحصل أعاصير وفيضانات، وبالتالي فالفقر المستشري ستزداد نسبه حدة، فأزمة المناخ باتت تهدد وجود البشر إذا ما أحسن التصرف السليم، وبدأت الحكومات وصناع القرار بوضع ترتيبات أو إجراءات احترازية تخفف ما قد يحصل مستقبلاً وهذا المستقبل ليس ببعيد..!.
شعوب وحكومات تحتاج إلى توحد برؤاها وخططها وبرامج تعاونها، إذا كان لها أن تحظى بأي أمل في التغلب على هذه الأزمات المتشابكة، فإذا اليوم للشعوب مشكلات بالأسعار والتضخم وقلة الدخول، فغداً وليس ذلك ببعيد دخول أزمات جديدة وليدة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على منظومات صحة وأمن البشر الغذائية والصحية وسواها، أمر سيرفع من قيمة فاتورة البقاء والمعيشة ضمن حدود منطقية.!.
فالواقع واضح ومحتوم هكذا هي صيرورة وطبيعة تاريخ دول الجنوب ومنطقتنا الداخلة ضمن سياج حلبة دول الجنوب، فالإحباط والقصور ومستوى التأثر سيكون بمستوى أكبر وأوسع أثر عنه في دول الشمال، دول لم تعد تحتمل أي تحديات جديدة واقتصاداتها لا تحتمل فترة أخرى من بطء في عجلة النمو بشكل مستمر، وهنا يتعين من الآن إيجاد السبل والوسائل والإمكانات إلى عمليات تمويل مختلفة لعالم سيتغير ويختلف بنهجه وطبيعته، عالم حيث تتعاظم القدرة على مقاومة تغير المناخ، ويكون ضمن المقدور التحكم في كل التبعات والجوائح، ويتوافر الغذاء ويهزم الفقر والهشاشة.
الدراسات والبحوث تؤكد على حدوث تغيرات مناخية ستقلب الموازين وحسابات الحكومات وتخلط الأوراق، الأجدى من اليوم إعادة ترتيب الأولويات ووضع الخطط والبرامج المدعمة بالعلم والحسابات الدقيقة لكل الأحداث متوقعة الحصول،وتعزيز كل روافد تنشيط التنمية وعوامل النمو وخلق أرضيات لتشاركات حقيقية تصب في خانة تقوية عوامل النمو الاقتصادي هي ليست بالمهمة السهلة لكنها ليست بالمستحيلة، هل من مجال يأخذ بتلك التحديات ويضع لها سيناريوهات المجابهة…نأمل ذلك..!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة