تحدياً للإملاءات الغربية…كاتب وخبير اقتصادي لـ«غلوبال»: القمة السورية- الصينية ستخلق ظروفاً جديدة ونتائج إيجابية في جميع المجالات

خاص دمشق – علاء كوسا

العلاقات السورية الصينية ترتقي إلى درجة الاستراتيجية، كونها تقوم على المصالح المشتركة وعلى التوافق الكبير في الرؤية حول القضايا العالمية، فبكين تنظر إلى دمشق على أنها مركز ثقل جيوسياسي على صعيد الموقع الجغرافي والمكانة الحضارية، والدور الذي تقوم به في معادلات السياسة الشرق أوسطية.

وبلا شك فإن القمة السورية والصينية اليوم تحمل في طياتها رسالة للعالم ولمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص بأن دمشق ماضية في خطها السياسي وتحالفاتها الدولية، وأنها ستنجح من خلاله في الانتقال من حالة الحرب إلى السياسة ومن الدمار إلى التنمية والإعمار.

الشراكة الاستراتيجية تعني استمرار النهج الصيني المبني على احترام استقلال سيادة الدول واحترام، وإرادة شعوب الدول، وهو استمرار للدعم الصيني لسورية، الدعم الذي استمر طوال فترة الحرب خاصة في ظل استخدام الصين لحق النقد الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات غير عادلة، فإعلان الشراكة الاستراتيجية هو أعلى مستوى للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وسورية.

وللحديث عن آفاق هذه الزيارة وما سترسمه من شراكة سورية صينية جديدة، أكد الكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور حيان سلمان بأن القمه الثنائية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم تعتبر قمة القمم في عام 2023، وستخلق ظروفاً جديدة ونتائج إيجابية على كل المستويات.

لافتاً إلى أن الحدث الأبرز في هذه القمة هو التوقيع على مذكرة التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لتصبح سورية بذلك خامس دولة تقيم معها بكين شراكة استراتيجية بعد (روسيا وبيلاروسيا وباكستان وفنزويلا).

وقال سلمان: إن مشروعي القيادتين السورية والصينية وأقصد، مشروع البحار الخمسة /الأبيض المتوسط والأسود والأحمر والخليج العربي وقزوين/ الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد سنة 2004، ومشروع طريق الحرير للرئيس الصيني سنة 2013 والذي يضم حالياً أكثر من 90 دولة، وتحقيق التوءمة بين المشروعين سينعكس إيجاباً على الاقتصاد العالمي ويحوله إلى فضاء متكامل على أساس التناغم والانسجام وليس العداء والإلغاء.

ولفت سلمان إلى أن سورية تتوسط المشروعين وهي صلة الوصل بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا ومركز القارة الأوراسية، وصلة وصل لشبكة الطاقة وطرق النقل العالمية، موضحاً بأن تنفيذ المشروعين يعني تعزيز التغيرات الاقتصادية العالمية الحالية، وإنهاء القطبية الأحادية المرتكزة على المشاريع التقسيمية.

وبين سلمان بأن القمة الحالية تمثل تحدياً لكل الإملاءات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد عزل سورية وفرض المزيد من العقوبات عليها، وبالتالي فإن شراكة اليوم تعد رصاصة الرحمة في وجه المشاريع الغربية في المنطقة.

وأشار الدكتور سلمان إلى أن الاقتصاد الصيني تجاوز الاقتصاد الأمريكي وصادرات الصين تجاوزت دخل كل من الهند وبريطانيا وفرنسا، كما أنها مزقت هيمنة الدول السبع الصناعية ودخلت كقوة ثانية في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن اقتصاد الصين هو الاقتصاد الثاني في العالم وقبل نهاية هذا العالم ستكون الدولة الأولى في العالم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة