تراجع بإنتاج السجاد اليدوي في السويداء … مدير الشؤون الاجتماعية والعمل لـ«غلوبال» : ارتفاع الإنتاج مرهون باستقرار أسعار المواد الأولية وتوفيرها

خاص السويداء- طلال الكفيري

أدى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة السجاد اليدوي « صوف- خيطان السدا» في الأسواق المحلية ، وعدم توافرها بالشكل الأمثل في كثيرٍ من الأحيان ، إلى تراجع الإنتاج لدى الوحدات المصنعة للسجاد اليدوي في السويداء ، فسقف إنتاجها وفق إحصاءات مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة العام الماضي لم يتجاوز 50 متراً مربعاً ، بينما وصل إنتاجها عام 2021 إلى 131 متراً مربعاً .

مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء المهندس سامر بحصاص بدوره أشار لـ«غلوبال» إلى أن وحدات صناعة السجاد اليدوي التي عادت للعمل منذ أربعة أعوام ، والبالغة عشر وحدات من أصل 25 وحدة بدأ إنتاجها وللأسف بالتراجع التدريجي مع بداية العام الماضي ، نتيجة اصطدامها بمعوقات عدة في مقدمتها ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة السجاد اليدوي وعدم القدرة على تأمينها من السوق المحلية من جراء أسعارها غير المستقرة ، والمرتفعة بشكل دائم .

ما يواجه هذه الصناعة من مشكلات لم يتوقف عند ما ذُكر آنفاً ، فما زاد الطين بلة أيضاً هو قدم الوسائل والمستلزمات المستخدمة في صناعة السجاد اليدوي “المقص- المشرط – النول” ، إضافة إلى تعرض الكثير من المواد الأولية ، “صوف – قطن- خيوط” الداخلة في صناعة السجاد اليدوي والتي كانت مخزنة في مستودعات المديرية طوال السنوات الماضية إلى التلف ، ما أدى الى عدم إمكانية استخدامها من جديد ، عدا عن قدم أبنية الوحدات التي تجاوزت عمرها الزمني و باتت بالمجمل بحاجة إلى أعمال صيانة وترميم ، وأمام تلك العقبات المعترضة استمرارية صناعات السجاد اليدوي التي  غابت شمسها عن المحافظة لنحو 20 عاماً أصبح من الضروري تذليلها للوصول بهذه الصناعة إلى بر الأمان ، ولاسيما أنها تعد من الصناعات التراثية في السويداء .

وأضاف بحصاص : بهدف تأمين فرص عمل للمرأة الريفية ، قامت المديرية بطرح ما تبقى من الوحدات غير المستثمرة حالياً في صناعة السجاد البالغة خمس عشرة وحدة للاستثمار عن طريق التشاركية فيما بينها وبين المجتمع المحلي من دون أي مقابل على أن يعود ريع الاستثمار للمجتمع المحلي شرط تأهيل وترميم أبنية تلك الوحدات .
يشار إلى أنه يوجد على ساحة المحافظة 25 وحدة لصناعة السجاد اليدوي تم توقف العمل بها منذ عام 2002 جراء إحجام الكثير من العاملات اللواتي كنّ يعملنّ في هذه الوحدات حينها عن العمل لعدم توظيفهنّ وفق عقود سنوية تتضمن الحد الأدنى للأجور ما أبقى عملهنّ مرهوناً بالإنتاج ، إلا أنه في عام 2019 أقلعت في الإنتاج عشر وحدات وما زالت تعمل لتاريخه وفق الإمكانات المتاحة .

طريقك الصحيح نحو الحقيقة