تساؤلات من دون أجوبة
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
قبل أيام انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المنصات الإعلامية، أخباراً تفيد بمنح موظفي القطاع العام والخاص على حد سواء، قرضاً بمبلغ مليون ليرة سورية.
وأوضحت المصادر أن الهدف من هذا القرض هو مساعدة الموظفين لشراء حاجياتهم لعيد الفطر الذي يأتي بعد أقل من عشرة أيام.
ولابد أن الخبر وقع لدى كثيرين ممن قرأوه كما وقع في قلبي موقع الأسف الكبير، مع تساؤلات لا أظن أن أحداً قد وجد لها أجوبة مفيدة، فهل وصلت الحال بالموظف السوري ليقترض من المصارف كي يستطيع شراء حاجياته للعيد؟.
وهل بات التحضير للعيد مرهقاً لدرجة لم تعد بمقدور أي موظف على احتمالها، حتى رأت بعض الجهات أن تعينه بقرض ليستطيع تدبّر أموره خاصة مع الأيام الأخيرة للشهر الفضيل، واستمرار الأسعار بالارتفاع.
هل أصبحت عملتنا ضعيفة إلى درجة أن مبلغ المليون ليرة، لم تلاقِ القبول لدى أغلب الناس، متسائلين ماذا سنفعل بهذا المبلغ الصغير، إذا كانت ملابس الأطفال فقط تحتاج قرضاً لوحدها، وإذا كان شراء كيلو واحد من الحلويات يحتاج أيضاً لربع المبلغ إن لم يكن أكثر.
هل أصبحنا ننتظر القروض لنشعر بالعيد حقاً؟ ومن لم يستطع سحب القرض، كيف سيكون العيد بالنسبة له، من لا يملك وظيفة يستطيع من خلالها طلب القرض، كيف سيتدبر أمره خلال العيد، وماذا سيفعل من يملك وظيفة لكن إمكانية سحب قرض وسداده فيما بعد من الراتب هو أمر مستحيل بالنسبة له لكثرة مصاريفه.
من اقترض مسبقاً، ومن يحمل على كتفه أعباء ديون كثيرة للبقال والسمان وغيرهما من المحال التجارية، ماذا هو فاعل في العيد؟.
أم الشهيد، وأم الأيتام، وصاحب الإخوة المفجوعين بأهلهم، الأب المصاب والعاجز عن العمل، كيف سيمر العيد بالنسبة لهم؟، من لا مأوى ولا سكن له، أن يحتفل بالعيد، وهل يلبس ثوب الشمس احتفالاً بالعيد؟.
أسئلة كثيرة لم أستطع أن أسكت قلبي عنها، في ظل ظروف اقتصادية خانقة، قد جعلتنا في كثير من أوقاتنا، ننسى من هم بحاجة أن نمد أيدينا لهم ليجدوا كسرة خبر يقتاتون بها بعد يوم طويل من الجوع والتعب والصيام.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة