تسجيل أكثر من 128 حالة طلاق يومياً خلال العام 2022… أخصائية تربوية لـ«غلوبال»: عدم تقبل الآخر أهم العوامل
خاص دمشق – بشرى كوسا
ارتفعت معدلات الطلاق في سورية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، في ظل تحديات كثيرة تواجهها مؤسسة الزواج، إذ كشفت آخر إحصائية رسمية بأن مقابل كل 39 ألف حالة زواج، تم تسجيل نحو 49 ألف حالة طلاق عام 2022.
والأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الطلاق في سورية متعددة ومتنوعة حيث وصلت المعدلات إلى نحو 128 حالة يومياً خلال عام 2022، وهذه المشكلة تحتاج إلى حلول شاملة ومتعددة الأبعاد، بما في ذلك تعزيز الوعي بأهمية الزواج بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي.
يقول حسام وهو أب لطفلتين لـ«غلوبال»: بعد أكثر من 15 عاماً على الزواج، تم الطلاق، وعن الأسباب التي أدت لذلك، أن زوجته كانت متطلبة وغيورة وتريد العمل خارج المنزل دون موافقته رغم أنه يؤمن كامل احتياجات المنزل، كما أن أغلب رفيقاتها كن مطلقات وأثرن عليها بشكل سلبي، مشيراً إلى تدخل الأهل في حياتهم لعب دوراً في زيادة الخلافات بينهما حسب قوله.
وفي أحدث البيانات الإحصائية المنشورة للمكتب المركزي للإحصاء للأعوام 2021 و2022، يتبين أن عقود الزواج بلغت 229 ألفاً و549 عقداً تم إبرامه عام 2022 مقابل237 ألفاً و944 عقداً تم إبرامه عام 2021.
ووفقاً للإحصائيات تصدرت محافظة حلب من حيث عدد عقود الزواج المثبتة في عام 2022 حيث سجل 39164 عقد زواج، قابلها 7876 حالة طلاق.
وبالنسبة لشهادات الطلاق، كشفت الإحصائية عن 46 ألفاً و827 شهادة طلاق لعام 2022 في سورية، مقارنة مع 41 ألفاً و957 شهادة طلاق بعام 2021، وتصدرت مدينة دمشق أعلى نسبة طلاق لعام 2022 بمعدل 8516 شهادة مقابل 25097 حالة زواج.
الأخصائية التربوية والأسرية وفاء ذو الغنى أكدت أن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدلات الطلاق في سورية متعددة ومتنوعة، ومن أهم الأسباب، دخول الشباب إلى مؤسسة الزواج دون معرفة لقواعد بناء ونجاح هذه المؤسسة، وإنما فقط تحت مسمى الحب، ولكنه ليس حباً حقيقياً فلو كان كذلك لأثمر.
وأضافت ذو الغنى في تصريح لـ«غلوبال» إن حالات الزواج غالباً ما تكون للاستعراض على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الحفلات الباذخة متناسين جوهر وقيمة مؤسسة الزواج.
ونوّهت ذو الغنى إلى عدم تحمل الشباب للمسؤولية، وقد تم تسجيل عدد كبير من حالات الطلاق قبل ساعات فقط من إقامة حفلة الزفاف، ناهيك عن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الكثيرون في سورية، وأن الصعوبات في توفير سبل العيش الكريم التي تزيد من حدة الخلافات بين الزوجين وتنتهي بالطلاق، فمؤسسة الزواج تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وإيمانية ولابد من توفرها لتستمر وتنجح.
كما كشفت ذو الغنى عن ارتباط زيادة حالات الطلاق بعامل عدم تقبل الآخر، فالفتاة تظن أنها ستلتقي بشخص يعجب بكل تصرفاتها، وبالمقابل الشاب يريد فتاة “مطيعة”، ولكن بالطبيعة البشرية نحن مختلفون بالطباع، ولابد من إيجاد جسور للتواصل وليس التطابق.
ولفتت ذو الغنى إلى انتشار ظواهر وثقافات غربية وافدة وتبنيها، أدت لزعزعة الهوية، وأدت لتغير في بنية المجتمع السوري، وتراجع في القيم الأخلاقية، ناهيك عن وجود سلوكيات غير أخلاقية خارج إطار الزواج.
ودعت ذو الغنى إلى الحفاظ على الأصول الاجتماعية الراقية، وعدم المبالغة في المهور، والاستغناء عن الزيف المستشري على وسائل التواصل الاجتماعي للمساهمة في تشكيل زواج دائم وأسرة ناجحة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
