تسوّل إلكتروني لأغراض التدفئة

خاص دمشق – زهير المحمد

في سبعينيات القرن الماضي كان العامل البسيط يقبل بالأجر المنخفض حتى يؤمّن قوت عياله، وكان الأجر الأكثر انخفاضاً للناطور أو البستاني، حيث كان صاحب العمل يقول للعامل “أعطيك أجر يومي خمس ليرات سورية، آكل، شارب، نايم، مع باكيت دخان”، فيما كان كيلو السكر أو الرز أو البرغل أو الخضر بين الليرة والليرتين كحدّ أقصى.

والسؤال الآن هل يستطيع العاملون بأجر أن يحصلوا على مرتب يكفيهم للأكل والشرب مع باكيت دخان وطني إضافةً إلى مبلغ بسيط للإدخار؟ بل هل يحصل العامل في القطاع العام على أجر يومي يكفيه لأغراض التدفئة، ويعدكم أن يقلع عن الأكل والشرب وعن التدخين؟.

إن معظم المناطق في الأرياف باتت تعتمد على مدافئ الحطب ويحتاج موسم الشتاء إلى طنين من الحطب وسعر الطن لا يقل عن مليونين وخمسمئة ألف ليرة، أي إن تكاليف التدفئة السنوية تحتاج إلى خمسة ملايين ليرة، شرط أن تكون المدفأة موجودة مع توابعها من الأعوام السابقة، وهذا المبلغ المطلوب للتدفئة في أشهر الشتاء الأربعة يحتاج إلى راتب الموظف لسنة كاملة.

قبل أيام ناقش مجلس الشعب موضوع التسوّل الإلكتروني ولا نعلم فيما إذا كان طلب المساعدة لتأمين بعض حطب أو قطعةٍ كالصوبيا للعامل بأجر يدخل ضمن التسول الإلكتروني أم لا، وهذا يطرح التساؤل مجدداً حول الخطط الموضوعة لتأمين التدفئة والتوزيع العادل لمادة المازوت لجميع الأسر، فحتى تاريخه ما زالت أرقام التوزيع ونسبة كبيرة بالأرقام بعيدة المنال على أرض الواقع، ونأمل ألّا يصل البعض لدرجة التسوّل أو حتى التسوّل الإلكتروني لأبسط مواد الدفء.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة