تضرر عدد كبير من المواقع الأثرية والمباني التاريخية جراء الزلزل… وزيرة الثقافة لـ«غلوبال»: اليونيسكو ستقدم الدعم لعمليات الترميم ونتوقع انتهاء الترميم الإسعافي نهاية 2024
خاص دمشق – علاء كوسا
ضمن مشروع خطة العمل الوطنية للتعاطي مع تداعيات الزلزال وحصر المواقع الأثرية والمباني التاريخية وتقييم الأضرار التي لحقت بها والبدء بترميمها، أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح بأن سورية غنية بالمواقع والمباني الأثرية المنتشرة في كل بقعة فيها والتي تعود إلى حقب تاريخية متتالية ومتنوعة وموغلة في القدم.
وبينت مشوّح في تصريح خاص لشبكة«غلوبال»الإعلامية رأنه خلال فترة الحرب الظالمة على سورية تأثرت بعض المواقع الأثرية وتعرضت لتدمير ممنهج، مشيرة إلى أن الحصار الجائر الذي فرض على سورية أدى إلى صعوبة في إمكانية ترميم البعض منها، وأتى الزلزال في السادس من شباط الفائت وأكمل مانهته الحرب في حلب واللاذقية وجبلة والغاب وحماة وطرطوس.
وأوضحت وزيرة الثقافة بأنه تم حصر كل المواقع الأثرية في المحافظات المنكوبة وتوثيق ما يزيد على 40 ألف صورة أظهرت الأضرار التي تسبب بها الزلزال بتلك المواقع، لافتةً إلى أنه تمت الاستعانة بالطائرات المسيرة لإجراء مسح تصويري للمناطق المتضررة، وتمت معالجته عن طريق البرامج الحاسوبية المتخصصة لمعرفة نوع المداخلات التي يجب اتخاذها.
وقالت مشوّح: تم إحصاء مئات المواقع الأثرية المتضررة في مدينة طرطوس كقلعة المنيقة، وقلعة بني قحطان، ومبنى الثرايا، كما تضررت كل من قلعة صلاح الدين، والخميسية العباسية، والبرج المملوكي في مدينة اللاذقية، وفي مدينة حماة، قلعة شيزر، وقلعة الوثيق، وقلعة مصياف، وغيرها من المواقع.
وتابعت مشوّح: هناك أضرار كبيرة جداً وقعت في قلعة حلب، وقد أنجزت الدراسة الهندسية والإنشائية لترميم مدخل القلعة، ثم الانتقال إلى داخلها حيث المئذنة الأيوبية مهددة أيضاً بالسقوط، وهناك الجامع الأيوبي لكن حجم الضرر ليس بمستوى واحد وإنما متفاوت والمداخلات تكون حسب الأولويات دائماً.
وبينت مشوح أن هناك صعوبة بحصر الأضرار في مدينة حلب، فقد تضرر بيت غزالة، بيت أجقباش، وخان الشونة، ومدرسة سيف الدولة، والمدينة القديمة، منوهة في الوقت ذاته على الانتهاء من ترميم المواقع المتضررة إسعافياً في نهاية ٢٠٢٤، مؤكدةً بأن الوزارة شديدة الحرص على ترميم المواقع المتضررة وفق معايير دولية عالمية تضمنها اليونسكو وتراقبها منظمات دولية كونها تمثل تاريخنا وتراثنا وهويتنا الحضارية وتراثا إنسانياً عالمياً.
وعن آلية ومعايير الترميم أوضحت الوزيرة مشوّح بأن عملية الترميم تتم بعدة طرق منها استعمال الأحجار نفسها إذا كانت موجودة من خلال ترقيم الأحجار وتصويرها لإعادة وضعها في موقعها الصحيح بالمبنى الأثري، أو نلجأ إلى استعمال أحجار من المحاجر القريبة التي أخذت منها هذه الأحجار قديماً.
وعن الجهات التي ستساعد في أعمال الترميم أكدت مشوح مشاركة جهات عدة كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو، التي ستقدم الدعم لعمليات الترميم، وغيرها من الجهات والتي تم التواصل معهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة