تعزيز ثقافة الشكوى من الأولويات لتقدم المجتمعات.. وزير التجارة الداخلية لـ “غلوبال”: هناك أمور التي لا تستطيع الجهات المعنية القيام بها دون وجود شكوى رسمية

خاص دمشق- مادلين جليس
تغيب ثقافة الشكوى في العديد من المجتمعات، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أنها تكاد تندر في المجتمع السوري، مع الإشارة إلى انتشار الكثير من حالات الغش والتلاعب سواء بالمواد أو بالمواصفات، الأمر الذي يتطلب تفعيل هذه الثقافة وغرسها لدى كل مواطن، بهدف القضاء على كل تلك الظواهر التي تساهم بشكل أو بآخر في تراجع المجتمع والاقتصاد على حد سواء.
وبهدف تفعيل ثقافة الشكوى أقامت جمعية ” حقي” إحدى الجمعيات العاملة في هذا المجال، ندوة تعريفية في المركز الثقافي في كفرسوسة، بعنوان “تعزيز ثقافة الشكوى” برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
الدكتور ماهر ريا رئيس مجلس إدارة جمعية حقي أكد في تصريح خاص لشبكة “غلوبال” أن المواطن السوري يملك نظرة سلبية مسبقة عن الشكوى، كما أنه يخاف منها في كثير من الأحيان، وهذا هو الهدف الأساي الذي دفع الجمعية لأن تكون فعاليتها الأولى ندوة تعريفية حول ثقافة لشكوى.
كما أن كل الوزارات والوزراء بحسب ريا يريدون من المواطن إيصال شكواه التي لايستطيعون هم معرفتها بأنفسهم بسبب عملهم الإداري.
وفي تعريفه للجمعية أكد الدكتور ماهر ريا أن جمعية حقي هي جمعية حقوقية قانونية تدل المواطن على حقوقه لدى دوائر الدولة للوصول لها، وفي حال لم يصل تتابع الجمعية معه ومع الجهات، مشيراً إلى اتصال الجمعية المباشر مع كل الجهات لخدمة المواطن، إضافة إلى كادر الجمعية المؤلف من 40 شخص متطوع.
لكن هذه الندوة لن تكون الأخيرة، فبحسب تصريح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين، فإن الوزارة تتجه في الأيام القادمة لإقامة دورات تعريفية وتمكينية وتأهيلية لتدريب المجتمع الأهلي على القيام بواجبه بحيث يوصل صوته وشكواه للجهات المعنية.
الأخطاء التي تحدث بحاجة لمن يوصلها لأصحاب القرار،

أكد المهندس حسان قطنا وزير الزراعة تصريح لـ “غلوبال” أنه من المهم والضروري التحقق من الشكاوي التي ترد، وهذا متاح لدينا في بلدنا فلدينا -والكلام لقطنا-ىسلطات قضائية، وسلطات رقابية في كل وزارة، ويوجد مديريات للرقابة والتفتيش تعمل على تلقي الشكاوي والتحقيق بها وإيصال الحقوق لأصحابها.

وأشار قطنا إلى أهمية وجود المجتمع المدني كشريك في هذا الأمر للوصول إلى الهدف الحقيقي وهو تعزيز ثقافة الشكوى لإيصال المواطن لحقوقه.

وزارة التجارة الداخلية وعلى لسان وزيرها الدكتور عمرو سالم رحبت بكل الجمعيات التي تهدف إلى حماية المستهلك أو توعيته لحقوقه فعملها متكامل مع عمل الوزارة. وأضاف سالم: كثير من الناس لا يدركون أهمية الشكوى، لكنها مهمة جداً فبموجب القانون هناك بعض الأمور التي لا تستطيع الجهات المعنية القيام بها دون وجود شكوى رسمية، وبالتالي فالمواطن عندما يتعامل مع مزاول مهنة مع بائع أو غيره ويجد النوعية الخدمة أو المواد المقدمة غير نظامية فهذا انتهاك لحقوقه وهذا الأمر يستوجب الشكوى.

وفي سبيل تعزيز ثقافة الشكوى أشار سالم أن الوزارة أتمت منذ أيام من وضع نظام على الانترنت يمكن للمواطن أن يدخل إليه عبر هاتفه أو عبر حاسوبه الشخصي ويقدم شكوى ويستطيع متابعتها أيضاً، مؤكداً أن الشكوى تشمل كل ما يخضع لرقابة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

معاون وزير الشؤون والعمل فراس نبهان أكد على أن تعزيز ثقافة الشكوى يجب أن تقترن بإعادة بناء جسور الثقة مع المواطن والجهة العامة، مشيراً أن الوزارة تفتح أبوابها في كل يوم اثنين لتقبل شكاوي المواطنين وطلباتهم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة