تعويض سنة للولد لايشتري دفتراً؟!
خاص غلوبال – زهير المحمد
رغم كثرة الأحاديث عن زيادة الرواتب واللجان التي تم تشكيلها بهذا الخصوص، لم يتطرق أحد للتعويض العائلي الذي نسيه الناس، لأن المبلغ الزهيد الذي يتقاضاه الموظف كتعويض عائلي عن للولد لم يعد كافياً لدفع أجور السرفيس لمرة واحدة على أقصر الخطوط الداخلية في المدن، فالولد الأول( الذي يأكل البيضة وتقشيرتها )وتصرف له الكتلة الأكبر قياساً بإخوته وبمبلغ أربعمئة ليرة شهرياً لايستطيع أن يتباهى بذلك التعويض الذي لايغني ولايثمن من جوع..
ومع أنني لم أتذكر موضوع التعويض العائلي كغيري ممن نشفت حلوقهم وهم يطالبون بتحسين الدخل، إلا أن عروض الأسعار المتداولة في أسواق القرطاسية، جعلتني أعيد حساباتي مع اقتراب موعد افتتاح المدارس، تصوروا مثلاً أن دفتراً بمئة ورقة( بشريط)يصل سعره إلى عشرة آلاف ليرة سورية، وهذا يعني أن تعويض الولد الأول ولمدة سنتين غير كافية لشراء ذلك الدفتر (المشرط)، وإذا اعتبرنا بأن التلميذ أو الطالب يحتاج إلى ستة دفاتر وستة أقلام ومسطرة وقلم رصاص ومحاية وعبوة صغيرة لتعبئة مياه الشرب، مع أرخص نوع من أنواع الحقائب عندها يحتاج الموظف إلى تعويض العائلة(عن الزوجة والأولاد مدى الحياة) فهل هذا معقول؟.
نحن نعلم بأن أسعار القرطاسية تأثرت بسعر الصرف مثلها كمثل أي شيء يحتاجه الطفل أو الأسرة، وإن الهوة تتسع يوماً بعد يوم بين الرواتب والأجور وبين متطلبات الحياة، لكن أن تصل الامور لأن يعجز تعويض الولد الأول لسنة كاملة عن شراء دفتر واحد، فإن ذلك يجب أن يحفز الجهات المعنية على التفكير جدياً وسريعاً بكيفية تقديم إسعافات عاجلة لملايين الأسر السورية التي بدأت ترتعد أوصالها مع اقتراب افتتاح المدارس، والأخطار التي تهدد إلزامية التعليم حيث سيضطر الكثيرون لحرمان أولادهم من متابعة التعليم ليس لأنهم ضد العلم بل لعجزهم عن شراء القرطاسية والثياب والأحذية لأولادهم.
الواقع صعب للغاية والكثير من أصحاب الرواتب والمعاشات ينتظرون الفرج بزيادة في الدخل يمكن أن تردم جزءاً من الهوة التي تفصل بين دخولهم ومتطلبات الحياة، وأملهم كبير بألايطول ذلك الانتظار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة