خبر عاجل
ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي هل أصبح المواطن مكسر عصا لحل أزمات النقل؟ 500 طن بطاطا ومئة طن بندورة تصل الهال يومياً… عضو لجنة مصدّري الخضر والفواكه لـ«غلوبال»: الأسواق تخضع للعرض والطلب وارتفاع المدخلات أجواء خريفية مع أمطار متفرقة… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة أهالي الكسوة يعانون شح المياه… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: ضخها لمرة واحدة بالأسبوع غير كاف ونأمل بزيادتها إنجاز أكثر من 111 ألف معاملة وإيرادات تتجاوز 8 مليارات… مدير نقل حماة لـ«غلوبال»: نسعى لإلغاء الورقيات نهائياً في معاملاتنا خدمات النظافة في البطيحة تتحسن… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: محافظة القنيطرة دعمتنا بصيانة الآليات بلنكن عائداً إلى المنطقة… اجترار للوعود والأوهام
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

”تفرج ولا تدوق“الفواكه الصيفية إلى قائمة الكماليات…فلماذا أصبحت ترفاً محصوراً بأصحاب الجيوب القوية..؟

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

“حلوة حامضة لفانة يا ريانة”..كلمات يرددها باعة الفواكه الصيفية الساعين إلى كسب العيش، على مسامع المواطن بإيقاع موزون في دعوة لشراء أحد أصنافها المتعددة الأشكال والألوان والطعم، لكن الإعراض يبقى سيد الموقف بعد خروجها من حسابات ذوي الدخل المحدود، فمعظم الناس يمر مرور الكرام من أمام المحال والبسطات المعروضة عليها هذه المنتجات وخاصة بعد رؤية أسعارها الفلكية، التي جعلتها فرجة ومتعة للناظرين، أما الشراء فأصبح محصوراً بقلة قليلة لا تزال جيوبهم بخير، أو ربما يخاطرون بشرائها لإسعاد قلوب الأطفال مع تحمل كسر الجيوب طيلة الشهر.

السؤال المطروح على لسان كل مواطن أياً كانت حالته المادية، لماذا أصحبت هذه المنتجات المزروعة في أرضنا من الكماليات!

فسابقاً كنا نقول إن البيت أو السيارة أصبحت حلماً مستحيلاً للكثير من السوريين، وللأسف اليوم أصبحت الفواكه حلماً أيضاً للكثيرين، فمن المسؤول عن حرمان غالبية العائلات من تذوق طعم هذه الفواكه التي من المفترض أن تحافظ على أسعار معقولة لأن إنتاجها محلي، علماً بأنه لو كان الفلاح هو المستفيد لكنا قبلنا بهذا الغلاء راضين، لكن المشكلة أن تجارها هم من يقطفون ثمار تعبه بلا تدخل إيجابي ولا هم يحزنون.

خروج الفواكه الصيفية من قائمة الاستهلاك الشهري وليس اليومي، يؤكده عدم تواجدها على موائد السوريين في فترة العيد إلا على خجل واستحياء، مع أنها كانت تعد مادة أساسية لاستقبال الضيوف بالتشارك مع أصناف مختلفة من الحلويات، وهذا ما رصدته عن كثب عند زيارتي لعدد من البيوت في مدينة حلب وحماة، فأهالي العاصمة الاقتصادية التي يقال عنهم إن عضمهم ذهب حاولوا عند استقبال ضيوفهم الحفاظ على عادة قدر الإمكان عبر وضع الفواكه على طاولة الضيوف المهنئين بالعيد، لكن ليس كالسابق طبعاً، حيث تم الاكتفاء بصحن صغير يضم صنفين من الفواكه مثلاً، وكأنه للفرجة أو التذوق محدود الحبات.

أما في أرياف حماة فالحال مختلف كثيراً، وخاصة مع ارتفاع معدلات الفقر الواضح، فالفواكه ظلت بعيدة عن متناول أغلب العائلات إلا من كان يملك أشجاراً مثمرة في أرضه أو داره، أما الشراء من المحال فغير متاح للكثيرين لارتفاعها الكبير قياساً بأجور الفقراء ومحدودي الدخل، التي لا تزال رواتبهم تقارب الـ100 ألف ليرة، لا تكفي لمستلزمات البيت الأساسية لمدة يوم واحد، فكيف بشراء الفواكه خلال الأيام العادية والأعياد، حتماً سيحصل كسرة في الجيوب تنسيهم طعمها اللذيذ إن تذوقوها.

ارتفاع أسعار الفواكه يعود كغيرها من السلع التي طالها نار الغلاء الكاوي، إلى أجور النقل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات المسؤول عنه الحكومة بالدرجة الأولى، وغلاء تكاليف زراعة زراعة الأشجار المثمرة من الأسمدة والسقي وعبوات التعبئة وغيرها، إضافة إلى  التصدير، الذي يعد سبباً رئيسياً في زيادة أسعارها المبالغ فيه، وهنا طبعاً لسنا ضد التصدير وخاصة إذا كان المستفيد الفلاح والخزينة، ولا سيما أنه ستتم مراعاة تأمين احتياجات السوق المحلية، لكن المشكلة حينما لا يستفيد هذان الطرفان وتعود المكاسب إلى جيوب التجار فقط، ويدفع الضريبة المواطن والفلاح، وبالتالي حكماً إضعاف الاقتصاد المحلي كون عائدات الإنتاج الزراعي تتسرب إلى مطارح خاصة، وتبقى المشكلة الأخطر في الأتاوات المفروضة على هذه المنتجات المحلية عند التنقل بين المحافظات على نحو يتسبب في زيادة الأسعار أضعافاً.

عموماً طالما الفواكه أصبحت من الكماليات، وفلاحوها دخلوا أيضاً في دائرة المتضررين جراء التخلي عن سياسة دعم الإنتاج الزراعي، لايسعنا سوى المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وحسن إدارة الملفات الاقتصادية لجهة العودة إلى تبني سياسة دعم الفلاح والقطاعين الزراعي والصناعي، والاهتمام بالثروات الزراعية وإمكانات الأرياف المهدورة بما فيها الأشجار المثمرة، وهذا ممكن التحقيق ببساطة إذا كانت هناك رغبة في انتشالنا من القاع المعيشي والخدمي الحاصل، والذي يعد الريف أكثر المتضررين منه مع استمرار انعدام الكهرباء والماء، وبالتوازي مع ذلك أصبح لزاماً إخراج قرار زيادة الرواتب التي كان يتوقع إصدارها قبل عيد الأضحى إلى العلن بحيث تكون زيادة مجزية تمكن العائلات الفقيرة ومحدودية الدخل من شراء الفواكه أو بعض أصنافها منخفضة السعر أقله، فتناولها في هذا الحر القاسي حق من حقوقها، وليس ترفاً لا يحصله سوى أصحاب الجيوب القوية بفعل سياسات اقتصادية خاطئة يباركها تجار همهم الوحيد الربح أياً كانت الأضرار.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *