تنذكر ماتنعاد
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
لعل تاريخ يوم أمس لم يمر مرور الكرام على أغلب إن لم يكن كل السوريين، فتاريخ السادس من شباط الماضي شكل فارقاً موجعاً لدى الجميع.
قضيت هذا اليوم وأنا أطالع صفحات الفيسبوك، وأقرأ الذكريات الموجعة للكثيرين عن الزلزال، رثائهم لأحبتهم الذين خطفهم الموت على غفلة منهم، كلماتهم عن أقربائهم الذين باتوا بلا سقف يأويهم بين ليلة وضحاها.
وعادت إلي ذكريات ذلك اليوم الكئيب، أولى أخبار الضحايا والمصابين جراء زلزال مدمر ضرب عدة مدن ومحافظات سورية، حينها كنت أشمّ رائحة الّدماء في كل الكلمات، كنت أقرأ الحروف باللون الأحمر فقط.
كنت أتألم من حائطٍ سقط في الساحل، شعرت بثقله فوق ظهري، ومنزلٍ إنهار في حلب، أصاب كتفي بجروح، وطفلٍ فُقدَ في حماه، شعرت أنه ابني،كان قلبي يبكي بقلوب كل السوريين، بجروحهم، بوجعهم، بفقدهم، وبألمهم الذي لاينتهي.
تذكرت أولى سنوات الأزمة عندما أصبحَ خبر الموت خبراً يمر يومياً ويتضاءل معه وقع الصدمة، تذكرت عندما انتقلنا من مرحلة “ياحرام راح بعز شبابو والله يصبر أهلو” لمرحلة “الحمدلله مات ببيتو.. لامخطوف ولامدبوح ولاتحت قذيفة” و “نيالو.. مات ولاشاف شوصار بهالبلد”.
تذكرت أيضاً عبارات السلامة التي كنا نقولها عند السفر.. والشفاء.. والخروج من غرف العمليات، ألا تشعرون أننا نخرج يومياً من غرف العمليات،إننا بتنا بحاجة ” الحمدلله على السلامة” في كل صباح نستيقظه؟
ألا نحتاج “تروح وترجع بالسلامة” لمجرد تخطّي أحدنا عتبة منزله؟.
ألا نحتاج مئة ألف سلامةٍ وألف أمان.. وألف ألف سلامٍ يداوي قلوبنا بعد كل مانعيشه..
يا الله… أخاف أن نصحو يوماً وقد استبدلنا “صباح الخير” ب “الحمدلله بعدك عايش”،لاتكفي “أشعر بالحزن” التي يقترحها الفيسبوك.. فأنا أشعر بحزن يوجع كل أهل الأرض.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة