توجه كبير لزراعة الزيتون في ريف السويداء… مدير الزراعة لـ«غلوبال»: خطأ زراعي فادح
خاص السويداء – طلال الكفيري
ما حققته شجرة الزيتون لزارعيها هذا الموسم، من ريعية ربحية لم تكن مدرجة على قوائمهم الزراعية فيما مضى من سنين، دفع باتجاه زرع المزيد من الأشجار، التي باتت تشهد رواجاً غير مسبوق في ريفي السويداء الشمالي والغربي، خصوصاً مع وصول تنكة الزيت إلى 1.3 مليون ليرة.
وأوضح المزارع عاطف من ريف السويداء الشمالي لـ«غلوبال» أن التوجه نحو زراعة الزيتون هذا الموسم، يأتي أولاً من تكاليفه الإنتاجية غير المرهقة على الفلاحين، وبالتالي ملائمة زراعته في قراهم وبلداتهم، بخلاف المحاصيل الزراعية الأخرى” العنب- التفاح- اللوزيات” التي تكبد زراعتها الفلاح أعباء مالية كبيرة، من جراء ارتفاع مستلزمات إنتاجها، والأهم هو عدم تحقيقها أي العنب والتفاح أي جدوى اقتصادية من زراعتها في مناطقهم.
ومن ناحية ثانية أشار عدد من الفلاحين إلى أن أصحاب المشاتل الزراعية الخاصة، قاموا هذا الموسم برفع أسعار غراس الزيتون أضعاف ما كانت عليه الموسم الفائت، مستغلين الإقبال المتزايد على شرائه، إذ وصل سعر الغرسة الصغيرة من نوع صوراني إلى 20 ألف ليرة، والكبيرة إلى 50 ألف ليرة، وأبو شوكة إلى 30 ألف ليرة، وهناك بعض الأنواع من الغراس “اربيكانا” وصلت أسعارها إلى نحو 80 ألفاً طبعاً حسب طول الغرسة وعمرها الزمني.
وفي هذا الصدد أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ«غلوبال» أن توجه المزارعين لزراعة الزيتون ناتج عن ارتفاع أسعار الزيت، وهذا خطأ فادح سيقع فيه الفلاحون مستقبلاً، كون زراعة الزيتون في السويداء، تصح فقط كزراعات منزلية، وضمن مناطق محدودة، فشجرة الزيتون ولكي تعطي إنتاجية جيدة تحتاج إلى 400 مم من الماء، ومعدل الهطل المطري في السويداء لا يتجاوز 300 مم، فمزارع الزيتون سيكون خاسراً في نهاية المطاف، كون أغلب مناطق المحافظة غير مناسبة لزراعة الزيتون، وهو لا يؤثر على زراعة العنب أو التفاح على الإطلاق.
ولفت إلى أن المساحات المزروعة بالزيتون على ساحة المحافظة تبلغ 10آلاف هكتار، ومن المتوقع أن تصل إلى 11 ألف هكتار من جراء الإقبال على زراعتها في الآونة الأخيرة، علماً أن الزيتون يحتل المركز الثالث بين الزراعات بعد التفاح والكرمة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة