توجه لزراعة الفستق الحلبي وتحول عن التفاح بعد الخسائر… رئيس دائرة الأشجار المثمرة بزراعة حمص لـ«غلوبال»: هناك قنوات لتصدير زيت الزيتون رغم الأقاويل حوله
خاص حمص – زينب سلوم
ما زالت تدور أحاديث متضاربة حول خروج زيت الزيتون السوري من خانة المواصفات العالمية، ما يطرح تساؤلات عدّة عن أثر ذلك على الفلاح في حمص.
كذلك تثار تساؤلات عن مدى الاعتماد على أصناف الأشجار في حمص وتناسبها مع المناخ والظروف الاقتصادية وظواهر التطرّف المناخي الراهنة.
في هذا المضمار بين المهندس ناجي ساعد، رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية زراعة حمص لـ«غلوبال» أنه بغض النظر عمّا قيل، فإن زيت زيتون محافظة حمص جيد جداً وبنسب حموضة 0,4 أو 0,5 أو 0,6، فهو زيت بكر وبمواصفات وطعم ممتاز، بينما نسبة الحموضة المسموح بها وفق المواصفات السورية 3,2 والعالمية 3,0، ومع ذلك هناك قنوات لتصدير زيوتنا بغض النظر عن تلك الأقاويل.
وتابع: انحباس الأمطار في العام الماضي، وخاصة أن 87% من أشجار الزيتون بعلية في حمص، ناهيك عن فترات الجفاف الطويلة التي مرت بها المحافظة، سبب قلة حجم ووزن الثمار، وبالتالي كانت نسبة الزيت أعلى رغم أن الإنتاج كان متوسطاً لهذا العام، لكن الزيت أعلى من العام الماضي، فالإنتاج المقدر لهذا العام من الزيت في حمص نحو 14 ألف طن، فيما كان 12 ألف طن في العام المنصرم.
وأشار إلى أن شجرة الزيتون متحملة لجميع الظروف، ما سبب انتشارها بكثافة في جميع أرجاء المحافظة، بما فيها المنازل، ولا سيما أنها تحتاج تكاليف وخدمات قليلة وتعطي إنتاجية جيدة، وكان الطلب عالياً على غراس الزيتون في العامين الحالي والمنصرم، بل تحوّل العديد من مزارعي التفاح نحو الزيتون وأصناف أخرى، كما نجم عن ذلك انتشار المعاصر في أرجاء المحافظة وارتفاع عدد العاملة منها إلى 54، أربعة أو خمسة منها دخلت حيز الإنتاج هذا الموسم.
وفيما يخص الحرائق نوه المهندس ساعد بأن تقدير الأضرار ما زال جارياً، آملاً أن يكون القسم الأكبر من ثمار الزيتون قد تم قطافه قبلها، ولاسيما أن معاصر الريف الغربي من المحافظة الذي شهد حرائق ما زالت تستقبل كميات جيدة لعصرها بشكل يومي.
أما بالنسبة لأسعار الزيت، فأوضح رئيس الدائرة أنها تخضع للعرض والطلب، وهناك أنواع تباع بأقل من مليون ليرة للغالون، وهي أفضل من أسعار الماضي التي كانت كبيرة جداً، ورغم ذلك بقيت المادة بعيدةً عن متناول شريحة واسعة من المواطنين.
من جهة ثانية، بين ساعد أن موسم التفاح كان سيئاً، وخاصة في “الحولة، تلدو، تلكلخ”، حيث تعرضت للبَرد لـ”5-6” ساعات، بالتزامن مع بداية نمو الثمرة، ما أدى لتشوه الثمرة وقابليتها العالية للإصابات الحشرية، بالتوازي مع انتشار جرب التفاح منذ الموسم الماضي، وبالتالي كان الموسم 38 ألف طن فقط لهذا العام، مقابل 60 ألف طن في عام 2023.
كذلك لفت رئيس الدائرة إلى وجود رغبة في التوجه لزراعة الفستق الحلبي، وخاصة في الريف الشرقي كونه منطقة جافة نسبياً، مبيناً في الوقت نفسه أن هذا النبات يحتاج رعاية عالية حتى ينتج، وهناك لجنة مشكلة على مستوى القطر لدراسة زراعته، ولجنة فرعية في منطقة المخرم للتوصل إلى أفضل النتائج في هذا المضمار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة