تُضرب “النصرة”.. تتألم ”إسرائيل“
خاص غلوبال – شادية إسبر
ضربة موجعة لإرهابيي “جبهة النصرة” في إدلب، أوجعت قلب كيان العدو الإسرائيلي ليستنفر قواته ويشن عدواناً جديداً على دمشق، في تزامن ليس بجديد.
الأمر بات متوقعاً واضحاً، ونبض عروق الكيان والتنظيمات صهيوني المنبع والمصب، لذا فإن “إسرائيل” تعتبر مسلحي التنظيمات الإرهابية في سورية كجزء من قواتها، وبدورهم ينفذون أهدافها ومخططاتها، ويلوذون إليها لعلاج إصاباتهم، هاربين من استهداف الجيش السوري لمقراتهم ومواقعهم، والأدلة كثيرة موثقة بالصوت والصورة.
في أقل من 24 ساعة على ضربة محكمة من الطيران الحربي السوري الروسي المشترك (ليلة الأحد 20 آب 2023)، تم خلالها تدمير مقر لإرهابيي “جبهة النصرة” بمن فيه، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً بصواريخ موجهة من اتجاه الجولان السوري المحتل (مساء الاثنين 21 آب 2023) مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وفق ما ذكر مصدر عسكري سوري، وأكد بأن العدوان أدى إلى إصابة عسكري بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.
العدوان الذي يحاول عبره الكيان الإسرائيلي التأكيد لإرهابييه أنه معهم، ينتقم لقتلاهم، ويضع كامل قوته لاستهداف أسلحة من يكافح إرهابهم، لم يعد يحقق أهدافه على الأرض، إن كان لجهة التصدي النوعي للدفاعات الجوية السورية، التي تسقط في كل مرة العدد الأكبر من الصواريخ المعتدية، أو لجهة أن الضربات النوعية الدقيقة التي تلقاها مؤخراً إرهابيو “النصرة” وكبدتهم خسائر فادحة على المستويين اللوجستي والمعنوي.
فالضربة الدقيقة التي نفذها سلاح الجو ليلة الأحد جاءت بعد قيام طائرات الاستطلاع بمراقبة تحركات الإرهابيين وتجمعهم خلال ساعات النهار في المقر المستهدف عند مفرق كورين غرب إدلب، وهو المسؤول عن شن هجمات إرهابية على مواقع الجيش في منطقة النبي يونس، وعدة هجمات بالمسيرات على مناطق مدنية باللاذقية وحماة.
وفي التفاصيل من مصادر محلية واستخباراتية فإن المقر المستهدف وكر جديد، انتقلت إليه مجموعة من الصفوف الأولى للإرهابيين منذ عدة أيام، بعد أن قاموا بتغيير عدة مقرات جراء معلومات عن اختراق أمني طال صفوفهم.
وتضيف المعلومات إن المقر الجديد يوجد بجانبه مسبح ومنتجع، وتم التمويه تحت مظاهر “إقامة عرس وعراضة” لنقل طائرات مسيرة وعتاد، تحت إشراف عدد من متزعمي الإرهابيين ممن يسمّون بالإنغماسيين وعناصرهم، حيث تم استهدافهم بشكل مباشر، كما كان في المكان المستهدف “اجتماع لقادة ميدانيين في تنظيمي هيئة تحـرير الشام (النصرة سابقاً) والحزب الإسـلامي التركستاني”.
وتؤكد المصادر بأن عدد القتلى كبير والمصابين أيضاً جلّهم بحالات حرجة وهم أضعاف من أُعلن عنه، حتى أن هذه الضربة المؤلمة دفعت بهم إلى التعتيم الكامل لدرجة منع إرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء” من الدخول إلى المكان، حيث الخرق الأمني أدخلهم في دوامة التشكيك والتخوين، كما تكتموا بشدة على أسماء وصور قتلاهم، واكتفت وسائل إعلام داعمة لهم بالحديث عن أكثر من 15 قتلى بينهم “قيادات”، وعدد من الجرحى.
وتقول المصادر من داخل إدلب إنه في ساعات مساء اليوم التالي ليلية الضربة (مساء الاثنين 21 آب 2023)، قامت “تحرير الشام” بدفن 15 جثة تعود إلى قيادات ومقاتلين من الجنسية الأوزبكية والتركستانية بشكل سري بإحدى المقابر في قرية أبين سمعان بريف حلب الغربي وسط تشديد أمني وعسكري كبير.
وبعد نحو أربع إلى خمس ساعات من الدفن السري ذاك الذي قام به الإرهابيون لقتلاهم، شن الكيان الصهيوني عدوانه على محيط دمشق (الساعة 11 من مساء الاثنين 21 آب 2023)، وفي اليوم ذاته أسقطت وحدات من الجيش السوري ثلاث طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية، مزودة بالذخائر المتفجرة، حاولت الاعتداء على ريفي إدلب وحماة، ليكمل سلاح الجو مهامه الوطنية بالقضاء على التنظيمات الإرهابية، وإخماد فوهة نيرانها التي تستهدف بها المناطق الآمنة، حيث نفذ اليوم (الثلاثاء 22 آب 2023) غارات على مقرات ومواقع إرهابيي “النصرة” في محيط بلدة الشيخ بحر شمال غرب مدينة إدلب، أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل خمسة إرهابيين وإصابة تسعة آخرين، بالإضافة لتدمير آليات وعتاد في مقر ما يسمى “لواء طلحة قوات خاصة” التابع للتنظيم الإرهابي، في عملية دفاع عن الحق مستمرة لم ولن يوقفها اعتداء صهيوني إرهابي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
