ثمرة التعاون الاقتصادي السوري الصيني… مصدر في وزارة الاقتصاد لـ«غلوبال»: مباحثات مشتركة لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق

خاص دمشق – مادلين جليس

تاريخ طويل من العلاقات السورية الصينية كان لابد له أن يترجم أخيراً باتفاقيات جديدة، ومشاريع استثمارية في كلا البلدين، ما يعزز العلاقات الاستراتيجية لدى سورية والصين على حد سواء.

زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين كان بداية عهد جديد من العلاقات الاقتصادية تمثلت بتوقيع ثلاث وثائق للتعاون الدولي، منها اتفاقية للتعاون الاقتصادي ووثيقة للتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، وكذلك الأمر مذكرة تفاهم حول السياق المشترك للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، بحسب ما أكده مصدر خاص في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.

وبين المصدر في تصريح خاص لـ«غلوبال» بأن هذه الوثائق ستؤسس لتخطيط يستهدف تطوير العديد من المشاريع في المجالات  المختلفة، ولاسيما أنها جاءت بعد أن أعلن رئيسا البلدين عن إقامة علاقات استراتيجية بينهما، والتي ستشمل بالتأكيد المجال الاقتصادي ولاسيما في المجالات الحيوية التي تصب في إطار المنفعة المتبادلة.

الحزام والطريق
وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم حول الصياغة المشتركة في إطار مبادرة الحزام والطريق أوضح المصدر بأنه قد سبق ذلك التوقيع على مذكرة للتعاون في إطار المبادرة عام 2022 ما يعني أن هناك عملية بناء على صعيد تطوير العلاقات في هذا المجال، وبالتالي ستكون هناك مباحثات مشتركة في سياق تنفيذ المبادرة في مجالات الاستثمار المشترك والتجارة.

وأشار المصدر  إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين والذي سيتم العمل على تعزيزه بشكل حثيث بناء على الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة، والاستمرار بالعمل في سياق تنفيذ مجموعة من الاتفاقيات والوثائق التي كان قد تم توقيعها سابقاً، فعلى سبيل المثال كان هناك اتفاق للتعاون في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات منذ عام 1996 وأيضاً اتفاق للتعاون التجاري والاقتصادي عام 2001، إضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم القطاعية عام 2004 في مجالات عديدة كالموارد المائية والزراعة والنفط.

وفي عام 2006 كانت هناك مذكرة تفاهم في المجال السياحي، وفي عام 2007 تم توقيع اتفاقية هامة لتجنب الازدواج الضريبي، وفي عام 2008 اتفاقية في مجال الطاقة بحسب المصدر.

وأضاف المصدر: استمر التعاون الاقتصادي ضمن هذه الاتفاقيات وتم التعاون أيضاً لتنفيذ مجموعة من المشاريع الاستثمارية وإن كان قد تأثر بالحرب على سورية وبالمتغيرات العالمية الاقتصادية وغير الاقتصادية بما في ذلك وباء كورونا.

تدريب صيني
وأشار المصدر إلى قيام الحكومة الصينية بتدريب عدد من الكوادر السورية خلال السنوات الأخيرة في مجالات التنمية وإعادة الإعمار بهدف الاستفادة من تجربة الصين في هذا المجال.

وأضاف المصدر: إن الصين تعتبر أهم شركاء التبادل التجاري بالنسبة لسورية، مؤكداً بأنه عندما كنا نقول إننا سنعطي الأولوية في الاستيراد والتبادل التجاري للدول الصديقة كان ذلك حقيقياً وليس مجرد شعارات، وعلى سبيل المثال منذ عام 2021 ولغاية 31/8/2023 ازداد التبادل التجاري بين البلدين بشكل واضح، ففي عام 2020 بلغ حجم التبادل التجاري بين سورية والصين حوالي 517 مليون يورو، وفي عام 2021 وصل إلى 616 مليون يورو، ووصل في عام 2022 إلى مايقارب 861 مليون يورو ووصل في عام 2023 لغاية تاريخ 31/8 إلى مايقارب 528 مليون يورو.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة