جرائم تدعو للتساؤل والدراسة
خاص غلوبال – زهير المحمد
عدد كبير من الجرائم تقع أسبوعياً وتتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في المدن والمناطق، وكأنها مرشحة للتفاقم إذا لم تحظ بالدراسة من قبل الباحثين والمختصين في الصحة النفسية وفي علم الاجتماع.
واللافت للانتباه تزايد عدد الجرائم بين ذوي القربي لدرجة أن الأب يقتل ابنه كما حصل في السلمية قبل أسابيع وفي فاحل بريف حمص في نهاية الأسبوع الماضي، وجرائم تتعلق بالطلاق كما حصل في ريف حماة اليوم، حيث قتل الطليق حماة وحماته، وفي العام الماضي قتل طليق أشقاء لزوجته أمام المحكمة في طرطوس، وفي ريف حمص تم قتل طبيبة في منزلها بدافع السرقة، وشقيق يقتل شقيقه في دير الزور بسبب خلافات على الورثة، والقائمة تطول لكن أخطرها تلك الجرائم التي يرتكبها شخص بحق عائلة بأكملها.
وهنا نتساءل هل هناك تزايد في عدد الجرائم قياساً بعدد السكان وبالسنوات الماضية، وماعلاقة تلك الجرائم بتردي الوضع المعيشي، وهل أثرت الأوضاع الأمنية ومفرزات الحرب على تنامي الجريمة، وما علاقة الصحة النفسية للمتخاصمين باللجوء إلى الجريمة كخاتمة للنزاع الكبير أو البسيط؟.
أسئلة كثيرة تحتاج إلى دراسة من المختصين لتصنيفها حسب الأسباب (اقتصادية اجتماعية سياسية نفسية)، وحسب أعمار مرتكبي الجريمة وهذه الخطوات لابد منها إذا أردنا أن نتوصل إلى حلول يمكن أن تخفض عدد الجرائم المرتكبة وعدد الضحايا، وهذه مسؤولية من المفترض أن تتولاها كليات التربية وأقسام علم الإجتماع بإجراء حلقات بحث لطلاب المرحلة الجامعية الأولى ورسائل تخرج لمرحلتي الماجستير والدكتوراه تحت إشراف أساتذة نعتز بخبراتهم.
كثير من المختصين يعتقدون بأن الإنسان السوي لايمكن أن يرتكب جريمة أو على الأقل لايكون سوياً عند ارتكابها، ولكن كيف يمكن أن نجنب السوي أن يتحول إلى غير سوي؟.
إجمالاً اللجوء لارتكاب الجريمة هو أسلوب لمواجهة مشكلة بمشكلة أكبر منها بأضعاف مضاعفة، والحد من أخطار ذلك يعتبر مسؤولية مجتمعية يجب على كل من يهمهم الأمر التصدي لها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة