حان دور الصندوق
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
على الرغم من كل الأغنيات التي تحكي عن جمال الشتاء، وروعة أجوائه، وفرح الناس والأرض معاً بهذا المطر، وعلى الرغم من صور الأشجار المبتلة، ومقاطع الفيديو المصوّرة التي تظهر حبّات المطر وهي تهطل على الطرقات والشرفات وأوراق الأزهار.
إلا أن مطر هذا العام لم يقع الموقع نفسه من كل السوريين، ومع أنه كان خيراً وبركة للكثيرين، إلا أنه كان خوفاّ وحزناً ولحظات لاتنسى لغيرهم.
وجميعنا شاهد بالفيديو ماحدث لإحدى العائلات المكونة من أربعة أشخاص في مدينة طرطوس بسبب مياه الفيضانات التي غمرت مساحات كبيرة من أراضي سهل عكار، إثر سقوط سيارة (كيا ريو) التي كانت تقلهم في أحد المواقع الملاصقة للطريق، إضافة إلى تضرر عشرات المنازل والأراضي بسبب فيضان “نهر الكبير” في المحافظة ذاتها نتيجة الأمطار الغزيرة التي رفعت منسوب النهر، ومارافق ذلك من غرق مساحات كبيرة من المحاصيل وجرفها إثر الفيضان.
الأمر الذي يجعل الأعين تتجه نحو المطالبة بوجود صندوق وطني للتخفيف من آثار الكوارث “كل الكوارث”، هذا الصندوق الذي أحدث في عدة دول لغايات إنسانية كالتي تحدث اليوم، وذلك للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية، كالفيضانات، والزلازل، والأعاصير، وغيرها من الكوارث التي لاقدرة للفرد على تحمّل آثارها لوحده.
في سورية، لدينا الصندوق الوطني للتخفيف من آثار الكوارث على الإنتاج الزراعي، ومؤخراً، أُحدث الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال، لكن ذلك يبقى مخصصاً بكوارث محددة، وليس كل الكوارث.
ولعل المطالبة بإحداث الصندوق الوطني للتخفيف من آثار الكوارث، ستكون من أولويات الحكومة في الفترات القادمة، خاصة بعد كارثة الزلزال التي كانت ذات الضرر الأكبر، والتي لم تنته آثارها الكارثية حتى اليوم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة