حتى أنتِ يااتصالات
خاص غلوبال – زهير المحمد
يستمر غرق المواطن في فيضانات الغلاء دون أن يجد قشة يتعلّق بها، بل على العكس بات المواطن يشعر وكأن الجميع وجهوا على جيوبه سهام الانتقام لتزيد في ثقوبها المهترئة أصلاً، ولم تعد تضبط إلا فواتير الدائنين.
وإذا كان المواطن يبرر غلاء السلع الغذائية بارتفاع أسعار حوامل الطاقة أو تصدير الخضر والفواكه، فهل يستطيع تبرير هذا السباق المحموم لشركات الاتصالات لرفع قيمة خدماتها المتردية بشكل متكرر.
لقد كان سعر الدقيقة الخليوية للهواتف مسبقة الدفع ب13 ليرة سورية، ثم تم رفع سعرها أكثر من مئة بالمئة لتصبح سبعاً وعشرين ليرة، كما ارتفعت قيمة الميغات للانترنت بذات النسبة استناداً إلى (حجة) تحسين الخدمة للمشتركين.
فما هو المبرر الذي استندت إليه شركات الخليوي لترفع أسعارها بنسبة خمسين بالمئة تقريباً اعتباراً من أول الشهر القادم، وبالمناسبة عانى المشتركون خلال الشهرين الماضيين من رداءة الشبكات، وتعطّلت مصالح المشتركين، وعندها وضعت شركات الاتصالات المسؤولية على كوابل الاتصال الدولية، وكان من المفترض أن تعوّض المشتركين عما تكبدوه من خسائر مادية ومعنوية، ولكنهم طبّقوا المثل الذي يرفضه الجميع (إذا شفت أعمى طبّه) فهل نحن من العميان بنظر شركات الاتصالات؟.
إن شركات الاتصالات تحقق ربحاً سنوياً بالمليارات ومن المفترض أن تخفّض أسعارها كلما ارتفع عدد المشتركين، خاصةً أن البنية التحتية لتلك الشركات قد اكتملت، وبجهود بسيطة يمكن إجراء الصيانة والتوسّع ما يعني أن شركات الاتصالات قرّرت أن تفعل ما تريد دون اكتراث بحال من يعتمدون على الانترنت في لقمة عيشهم ودراستهم وحياتهم اليومية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة