حجوزات العيد بلغت 100% في فنادق دمشق والساحل… خبير لـ«غلوبال»: ليس مؤشراً حقيقياً على مستوى التعافي الاقتصادي كونه مؤقتاً
خاص دمشق – بشرى كوسا
رغم كل ما نكتبه وننقله يومياً عن أحوال الناس حول تردي الأوضاع الاقتصادية، فإن المفارقة التي تستدعي الوقوف عندها، هي التصريحات الحكومية التي تؤكد أن الحجوزات في الفنادق السياحية ممتلئة بنسبة مئة بالمئة سواء في محافظات الساحل أو في دمشق.
فكيف يمكن قراءتها من الناحية الاقتصادية، هل يمكن اعتبارها دليلاً على بدء التعافي الاقتصادي، أم إنها تشكل نموذجاً صارخاً على التفاوت الطبقي الحاد في المجتمع السوري؟.
الخبير الاقتصادي جورج خزام يجيب بالقول: إذا كانت الحجوزات الفندقية ممتلئة 100% فهذا دليل على أن البلاد لا تعاني من نقص في الأموال، وإنما تعاني من نقص بالقرارات التي تعطي الأمان لرأس المال الجبان السوري بالدولار حتى يعمل بحرية من دون خوف من تقييد حرية حركة الأموال والبضائع ومن دون الخوف من تجريم التعامل بالدولار.
ويضيف خزام في تصريح لـ«غلوبال» مؤكداً أن أي تراجع في الدخل لأغلب الطبقات المتوسطة والفقيرة يعني بأن كمية الأموال التي تناقصت قد ازدادت في مكان آخر لدى الطبقات الغنية نتيجة الدورة الاقتصادية في الأسواق، حيث تستقر الأموال بالنهاية عند الطبقة الغنية، وهذا يعني أن الأماكن السياحية لن يتراجع الطلب عليها بقصد الرفاهية مهما تراجع مستوى الدخل بشكل عام لوجود فئة لم تتأثر بالتضخم النقدي و تراجع مستوى الدخل.
وأوضح خزام أن الازدحام لدى الفنادق في أوقات الأعياد ليس مؤشراً حقيقياً على مستوى التعافي الاقتصادي كونه مؤقتاً وليس دائماً.
كما أن المستفيد الأول من الفنادق والمنتجعات هم الطبقة الفقيرة التي تقدم خدماتها المأجورة بالعمل، لذلك فإن تلك الفنادق تؤدي لتحريك العجلة الاقتصادية بسبب الاستهلاك الكبير للبضائع والسلع لديها بالإضافة لخلق مصدر دخل للكثيرين، ما يؤدي لزيادة الاستهلاك والطلب ومعه زيادة الإنتاج لتلبية هذا الطلب ومعه تحريك العجلة الاقتصادية في السوق.
ونوه خزام إلى أن أفراد الطبقة المتوسطة هم من زبائن الفنادق والمنتجعات ولكن لمرة أو مرتين أو لعدة مرات قليلة بالسنة، وفي المقابل فإن المنتجعات الفخمة هي مركز جذب للسياح الذين يبحثون عن الرفاهية، وهذا يعني زيادة الدولار المعروض في الأسواق وانخفاض سعره، لذلك فإن تلك الفنادق تساهم برفع قيمة الليرة السورية.
وشدد خزام في ختام حديثه على أن تأسيس فندق فخم لا يقل أهمية عن تأسيس مصنع من حيث النتيجة الاقتصادية والمالية للاقتصاد الوطني لناحية تشغيل العاطلين عن العمل، فبدلاً من تصنيع البضاعة وتصديرها للحصول على الدولار يقوم المنتجع بجذب السياح والحصول منهم على الدولار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة