حرائق الغابات تثير تساؤلات…أستاذ بيئة بجامعة تشرين لـ«غلوبال»: الطقس مؤهب لبدء وانتشار النيران لكنه لايحمل “قداحة”

خاص طرطوس – رفاه نيوف

مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحراجية التهمتها الحرائق، وما زالت مستمرة في مناطق متفرقة بمحافظة طرطوس وغيرها من المحافظات.

ففي محافظة طرطوس أخمد عناصر الإطفاء 11حريقاً في مناطق متفرقة، خلال يومين،والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل الطقس هو المسؤول عن هذه الحرائق، وهل الإجراءات المتخذة من قبل دوائر الحراج ما زالت قاصرة؟.

أستاذ البيئة وحماية الغابات في قسم الحراج والبيئة بجامعة تشرين الدكتور محمود علي أكد لـ«غلوبال» بأن ارتفاع درجات الحرارة ليس المسؤول الوحيد عن انتشار النيران، موضحاً بأن الطقس مؤهب لبدء وانتشار النيران، لكنه لا يحمل قداحة، وحصول حريق في نظام بيئي ما هو مؤشر على وجود خطأ مُعين، والجهد يجب أن يوجه استباقياً لمنع تكرار نفس الخطأ مراراً وتكراراً.

وأشار علي إلى أن مكافحة الحرائق أمر  في غاية الصعوبة إذا أخذنا بعين الاعتبار الامكانات المتواضعة، ظروف الطقس الشاذ وطبوغرافية المواقع الحراجية، وطبيعة الغطاء النباتي، لذلك الخيار الأجدى والأقل تكلفة وواقعية هو  الوقاية.

وأكد بأن الوقاية من الحرائق هي الخط الأول للدفاع عن الغابات، والمثل يقول : (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، فالوقاية ليست مجرد كلمة، بل سلسلة من الإجراءات لو اتبعت بالشكل السليم لانخفضت أعداد الحرائق بشكل كبير، و تقلصت  المساحة المحروقة بكل حريق.

ولفت علي إلى أنه خلال السنتين الماضيتين شكلت لجان لتقييم الوضع والخروج بتوصيات، واجتمعت اللجان ودرست وأوصت بالإجماع، وركزت على الإجراءات الوقائية وعلى ضرورة تجهيز العمال بشكل أفضل وتوفير المزيد من الإمكانات، وتساءل ماذا طبق من هذه التوصيات؟.

ونوه بأن الجميع يدرك ضعف الإمكانات، لكن الوقاية لا تحتاج إلى عملية صعبة، بل إلى قرار جدي ومتابعة، وليس معاندة واستماعاً لمن لا يعرف أصلاً الفرق بين أو الهدف من كل من (خط النار، مصد الحريق، و الطريق الحراجي).

للأسف الإجراءات على الورق وفي الإعلام ممتازة ولكن على أرض الواقع لم نحصد نتائجها فالغابات تحترق، وفرق المكافحة ترى الموت بعيونها.

وختم علي حديثه بالقول: الحراج ليست بخير ومستقبلها غير مبشر، قلبي مع فرق المكافحة التي تبذل جهوداً جبارة في ظروف صعبة جداً، وتعرض حياتها للخطر، وهي غير مجهزة بالشكل اللازم لا من حيث اللباس ولا الأدوات أو المعدات.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة