خبر عاجل
توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

حرارة تصريحات أردوغان هل تذيب الجليد مع دمشق

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

رغم كل التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأيام العشرة الأخيرة حول ضرورة التطبيع مع دمشق، وثقته بقدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إقناع الرئيس بشار الأسد بقبول الدعوة الموجهة إليه لزيارة أنقرة وعقد لقاء قمة.

إلا أن الكثير من المحللين السياسيين في سورية وتركيا يستبعدون أن تتم عملية التطبيع بين البلدين بهذه السرعة؛ نظراً لوجود العديد من الملفات الخلافية المعقدة بين البلدين، والتراكمات الأليمة التي جعلت مساحة الجليد التي تفصلهما صعبة الذوبان رغم تكرار وتكثيف أردوغان التصريحات الإيجابية.

بل توقع بعضهم الدخول في مسار طويل من التفاوض بين البلدين للوصول إلى تطبيع العلاقات، وذلك لتدوير الزوايا في أبرز النقاط الخلافية المتعلقة بالوجود العسكري التركي على الأراضي السورية، وسحب الدعم والغطاء السياسي عن التنظيمات المسلحة التي تسيطر على مناطق في الشمال السوري وإدلب، ووضع حدّ لتعنت المعارضة المسلحة والسياسية، ودفعها للقبول بالمشاركة مع حكومة دمشق في مواقع اتخاذ القرار، والانتقال من شعار، إسقاط الحكومة، إلى مرحلة طلب المشاركة وبما يتناسب مع حجم تمثيلها السياسي، وإبداء المرونة في اجتماعات اللجنة الدستورية، مع إمكانية تطوير إتفاقية، أضنة، ووضع ضمانات للهواجس الأمنية التركية.

ولعل من الغبن أن نتحدث عن بداية جديدة من التفاوض، وعن زمن طويل يمكن أن يستغرقه التفاوض كما يتوقع هؤلاء؛ لأن ذلك لا يتفق مع ما تم التوصل إليه بعد إحدى وعشرين اجتماعاً في مسار أستنة الذي شاركت به تركيا، كما شاركت في صياغة بياناته الختامية، والذي أدى إلى اتفاقات خفض التصعيد وإلى ترحيل عدد كبير من المسلحين ومن لف لفهم من الجنوب والغوطة وأرياف حمص إلى الشمال السوري، وإلى تعهدات تركية بفتح طريق، الإم فور، الذي يربط حلب باللاذقية، وكذلك ماتم التوصل إليه بالمفاوضات التي أجراها مسؤول الأمن الوطني في سورية مع نظيره التركي برعاية روسية، وما تبعها من اجتماعات على مستوى نواب وزيري الخارجية، ومن ثم وزيري الدفاع، وآخرها اجتماع في شهر أيار من العام المنصرم.

وقد أكدت التصريحات التي أعقبت تلك الاجتماعات على الاتفاق بشأن القضايا المطروحة، وبهذا المعنى يمكن القول، إن الرئيس التركي إذا كان جاداً في التطبيع مع دمشق فإنه يعلم تماماً مقتضيات التطبيع، وما تطلبه دمشق من أنقرة، والذي تم التفاوض بشأنه بشكل مباشر بين الجانبين، أو بشكل غير مباشر عبر الوسيط الروسي الذي لا يُشكك بنزاهته وجديته في الوساطة أحد، وقد أعلن عن ذلك الرئيس الأسد لدى استقباله للمبعوث الروسي في دمشق الشهر الماضي، حيث تلقف الرئيس التركي هذه التصريحات ليبني عليها تصريحاته اللاحقة وإبداء رغبته بعقد لقاء قمة مع الأسد.

الجروح عميقة والمشكلات كبيرة بين البلدين لكن مصالحهما بالتطبيع، وحل مشكلات اللاجئين وإعادتهم إلى وطنهم، ومنع وجود كيانات سياسية وعسكرية مدعومة أمريكياً تهدّد الأمن التركي وتنتهك وحدة وسيادة الأراضي السورية، والنظر إلى انفراج اقتصادي، والتجاوب مع رغبات الشعبين في البلدين، كل تلك عوامل دفعت مسألة التطبيع بين البلدين إلى الواجهة بشكل ساخن.

وما نأمله جدية القيادة التركية في إتمام التفاوض وفق المطالب السورية، وبما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، خلال أشهر وبشكل تدريجي لا خلال سنوات، فمشوار المئة ميل يبدأ بخطوة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *