خبر عاجل
رسمياً: منتخبنا الوطني يبلغ نهائيات كأس آسيا للشباب حرب وجودية بين محورين!؟ الرئيس الأسد يوجه رسالة للمقاومة الوطنية اللبنانية عقيدةٌ وجهاد… استشهاده نور ونار الحالة الجوية خلال الأيام الثلاثة القادمة… انخفاض طفيف بدرجات الحرارة الحكومة السورية تعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام هل تم حلّ الخلاف بين رشا شربتجي وعبد المنعم عمايري؟ إيقاف النشاط الرياضي في سورية إلى أجل غير مسمى في دمشق.. الزمالك المصري يفوز بكأس السوبر لكرة السلة إطلاق منصات… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: جميع الخدمات المقدمة ستصبح إلكترونية قريباً
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

حرب وجودية بين محورين!؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

على الرغم من المصاب الجلل والصادم، وعدم التصديق، فإن اغتيال قائد المقاومة الشهيد حسن نصر الله لم يكن مفاجئاً، فقد أعلنت قيادات العدو المتعاقبة منذ هزيمتهما في حرب 2006 أنها تخطط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، وأكدوا في العام الأخير وتحديداً بعد عملية طوفان الأقصى أنهم يسعون لقتل سيد المقاومة الذي يلحق الهزائم بـ“إسرائيل” منذ عام 1992، بل إنهم قاموا بعدة محاولات لاغتياله على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأخفقوا.

نعم، لم يكن الاغتيال المؤلم والصادم مفاجأة لأن السيد نصر الله أعلنها في مناسبات عديدة: اما الاستشهاد أو النصر، وسبق وقال في تأبين الشهيد القيادي فؤاد شكر: لن نقول وداعاً، بل إلى اللقاء.

كما لم نُفاجأ بالتصعيد “الإسرائيلي” بدعم أمريكي لا محدود في الأسابيع الأخيرة على جبهة لبنان مثلما حصل في قطاع غزة، فقد أعلنها رئيس حكومة العدو بعد ساعات من عملية  طوفان الأقصى: “إسرائيل”  تخوض حرباً وجودية، وما قصده نتنياهو آنذاك كان بمنتهى الوضوح: إما نقضي على محور المقاومة أو يزيلون “إسرائيل” من الوجود.

نعم، على مدى عام كان كيان العدو بدعم وقيادة أمريكية مباشرة يخوض حرباً وجودية بدأها في غزة ويستمر بخوضها منذ أسابيع في لبنان، في حين كان محور المقاومة يخوض حرب استنزاف، وشتّان مابين الحربين، التي حوّلها العدو إلى حرب شاملة وجودية بين محورين لايمكن أن تنتهي إلا بهزيمة محور على آخر، وهي حرب تتجه سريعاً بعد اغتيال سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله إلى حرب إقليمية، وقد تتطور إلى حرب عالمية.

لقد اختار رئيس حكومة العدو منبر الأمم المتحدة ليعلن منه الحرب الشاملة على غزة ولبنان وسورية وإيران من جهة، ولإعطاء الأمر باغتيال نصر الله، من جهة ثانية، ولمهاجمة المنظمة الأممية لأنها لم تعلن تأييدها لحرب الإبادة التي تشنها منذ عام ضد الفلسطينيين من جهة ثالثة..الخ!.

لم يعد الرهان بعد الاغتيال، على أيّ نوع من التسويات مقبولاً ولا مطروحاً، فلا أمريكا ولا “إسرائيل” سيفتحان الباب لتسويات قبل هزيمة ساحقة لمحور المقاومة، أليس هذا ماأعلنه بصلف نتنياهو من منبر الأمم المتحدة على مسمع العالم أجمع الصامت بشقيه الغربي والعربي؟.

لقد أكد كيان العدو في الأشهر الأخيرة بأن الحرب الشاملة التي فرضها على محور المقاومة ستغيّر وجه المنطقة، وهذا صحيح تماماً، فإما انتصار لمحور المقاومة أو لمحور أمريكا، ولا تسويات نهائية قبل اعتراف محور بهزيمته أمام المحور الآخر!.

لقد حشد المحور الأمريكي الذي يتصدره “الإسرائيلي” براً وبحراً وجواً، وبدأ بالحرب الشاملة، ولم يعد أمام محور المقاومة سوى الانتقال سريعاً، وقبل فوات الآوان، من التحذير والتهديد، إلى الفعل أيّ ردع العدو بضربات موجعة ليس في الداخل “الإسرائيلي” فقط، وإنما باستهداف الأمريكان في البحر والبر، فقواعده العسكرية والاستخباراتية في المنطقة أهداف سهلة، والضربات المؤلمة وحدها ستبرّد الرؤوس الأمريكية و“الإسرائيلية” الحامية، وستؤكد أن نهج سيد المقاومة حسن نصر الله مستمر بعنوانه العريض: إما الاستشهاد أو النصر؟.

نعم، البوارج وحاملات الطائرات والقواعد الأمريكية ليست مصدر تهديد أو رعب لمحور المقاومة، فهي يمكن أن تتحول سريعاً إلى أهداف سهلة، بل هي الخاصرة الرخوة للأمريكان في المنطقة.

وكما قلنا لم نُفاجأ بالتصعيد الأمريكي ـ “الإسرائيلي” باتجاه تفجير حرب إقليمية شاملة، فالتحضير لحرب تقضي على حركات المقاومة بدأ بعد حرب تموز 2006 وصولاً إلى التهديد “الإسرائيلي”  الأخير على لسان نتنياهو: بالإضافة إلى لبنان نتطلع إلى شن الحرب على جميع الساحات في المنطقة بما في ذلك إيران والعراق واليمن وسورية.

كما أن الهدف الأمريكي ـ “الإسرائيلي”  من الحرب الشاملة معلن بوضوح: تغيير الشرق الأوسط بعد استسلام حماس والقضاء على قوة حزب الله..الخ، وذهب نتنياهو بعيداً في تهديداته: ليس هناك أيّ مكان في إيران لايمكن لذراع “إسرائيل”  الطويلة الوصول إليه وينطبق ذلك على الشرق الأوسط برمته!.
 
وكان ملفتاً جداً ماكشفه نتنياهو في نهاية آب الماضي لعائلات أسرى العدو لدى المقاومة الفلسطينية: (أريد أن أخبركم بما أنا مشغول به، أنا أتعامل مع خطر تدمير هذا البلد.. “إسرائيل” موضع شك.. نحن بحاجة إلى التعامل مع هذه الخطة الرامية إلى تدمير “إسرائيل”، ومن يقل إننا في حال توصلنا إلى صفقة سيحل كل شيء مجنون.. فهذا وهم، إيران تخطط لإبادتنا، وحزب الله يخطط لإبادتنا، إنهم في حلقة حولنا،ولن نذهب مثل الخراف إلى المسلخ)، بعدها بأيام أعلنت حكومة العدو في مطلع أيلول: يجب توجيه ضربة شديدة القوة لحزب الله وإلى اغتيال أمينه العام.

الخلاصة: دخلت المنطقة بعد استشهاد سيد المقاومة في خضم الحرب الشاملة التي كانت بدايتها ضربات موجعة ومؤلمة جداً للمقاومة اللبنانية، وسبقتها تهديدات فجة لضرب أي موقع داخل إيران والعراق وإليمن وسورية، وأي منطقة في الشرق الأوسط، وكانت ذروتها اغتيال أمين عام حزب الله، وبالتالي فإن الأنظار متجهة الآن نحو محور المقاومة فهل سيردّ على التصعيد بضربات قاسية لـ“إسرائيل”  وللقواعد والبوارج الأمريكية تُبّرد الرؤوس الحامية لمحور العدو، أم ستجاري المحور الأمريكي فتخوض ضده حرباً وجودية تغير فعلا خارطة الشرق الأوسط تحت عنوان: الاستشهاد أو النصر. طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *