حفريات سرية تشوه المعالم الأثرية…رئيس دائرة آثار السويداء لـ«غلوبال»:تنظيم 10ضبوط منذ بداية العام الحالي
خاص السويداء – طلال الكفيري
عشرات المواقع الأثرية المنتشرة على ساحة محافظة السويداء، باتت وللأسف عرضة للحفريات السرية، من العابثين بها، بحثاً عن أشياء ثمينة مدفونة ضمن هذه المعالم، ما أدى إلى إحداث خلل ببنيتها البنائية.
فتلك الحفريات التي أخذت منحى تصاعدياً بعد أن استغل العابثون الظروف التي كانت تمر بها البلاد خلال سنوات الحرب، لينتهي بها المطاف حسب حديث بعض المهتمين بالشأن الأثري لـ«غلوبال»إلى إنهيار جزء من الموقع المستهدف وتخريبه، وبالتالي ضياع معالمه وقيمته التي تعود لعصور زمنية غابرة.
علماً بأن غالبية تلك التعديات تحصل في القرى والبلدات القديمة البعيدة، ولاسيما البيوت الخالية من سكانها، وبعض المواقع الواقعة خارج هذه القرى، وعادة ما تتم تحت جنح الظلام، بحثاً عن اللقى والكنوز ظناً منهم بوجودها، بهدف المتاجرة بها بطرق غير مشروعة، مع جهلهم بالقيمة الذي تحملها هذه الأوابد كثروة وطنية، وأرشيفاً تاريخياً يوثق للعديد من الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة.
وفي هذا السياق أشار رئيس دائرة آثار السويداء خلدون الشمعة لـ«غلوبال» إلى أنه بعد التحري والمتابعة من حراس الدائرة الجوالين، تبين وجود حفريات سرية في عدد من المواقع الأثرية، حيث تم تنظيم الضبوط القانونية اللازمة بحق العابثين في هذه المواقع ليصل عددها إلى عشرة ضبوط، وقد تمت إحالتها إلى القضاء المختص، علماً بأن الدائرة نظمت العام الماضي 15ضبطاً نتيجة الحفر السري ومخالفة شروط التراخيص الممنوحة للراغبين بالبناء والترميم.
لافتاً إلى أن غالبية أعمال الحفر تتم خلسة خاصة في الليل، وفي المناطق الأثرية البعيدة عن مركز المدينة، علماً بأن الحراس الجوالين يقومون بجولات مستمرة أثناء النهار على كل مناطق المحافظة، ليس فقط لمراقبة الحفريات السرية، وللتأكد أيضاً من مدى التزام الحاصلين على موافقات ترميم بشروط الموافقات الممنوحة لهم.
ولفت الشمعة إلى أن الحفريات العشوائية وغير النظامية ستؤدي بالنهاية إلى تشويه المواقع الأثرية، وطمس هويتها التاريخية، عدا عن ما قد تشكله من خطر على القاطنين في البلدات القديمة، كون معظم الحفريات تجري في منازل متصدعة وآيلة للسقوط، ولاسيما أن العابثين بتلك المواقع يجهلون القيمة التاريخية لهذه المواقع، ويلهثون وراء أوهام الدفائن غير الموجودة بالأصل إلا في أذهانهم، فالحفر السري يختلف عن التنقيب الأثري المهني الذي هو من اختصاص السلطات الأثرية، ويشرف عليه مختصون من دائرة الآثار قسم التنقيب.
مضيفاً: إن العابثين بالمواقع الأثرية استغلوا الأزمة التي تمر بها البلاد، ووقوع بعض المواقع في مناطق بعيدة جداً كاللجاة والبادية، وللحد من هذه الظاهرة يتطلب من المجتمع المحلي مساندة السلطات الأثرية، ولاسيما في ظل ما تعانيه الدائرة من نقص بالحراس الجوالين، المطلوب منهم تغطية أكثر من ألف موقع منتشر على ساحة المحافظة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة