حكومات عاجزة ومستقبل مهدد بتعمق التغيرات المناخية..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
تغيرات كبيرة يشهدها العالم لم تكن مألوفة من قبل، فيضانات وأعاصير تجتاح دول العالم، ودرجات حرارة عالية تضرب دولاً أخرى ،ظاهرة التغير المناخي صارت حيزاً واقعاً وتشكل تحدياً وهاجساً للحكومات وحساباتها ولأصحاب القرار حول العالم، لم تعد إلا ظواهر تعصف هنا وهناك.
فالاحتباس الحراري الناجم عن التغير المناخي، سبب فيضانات مدمرة غمرت البيوت وبدلت الأرض بأخرى، وارتفاع درجات الحرارة وماسببته في اندلاع الحرائق في الغابات وانحسار كميات المياه الجوفية وتأثر مناسيب السدود والسدات المائية ليصبح المورد المائي في نضوب خطر يهدد حياة الملايين،وفي كلا الحالتين للتغيرات آثار خطرة على تحقيق التوازن في اقتصاد أي بلد من بلدان العالم.
إذا نظرنا إلى منطقة الشرق الأوسط وبلدنا من ضمن حدودها وتموقعها المكاني، كانت تمتاز بجوها المعتدل خلال فترات الصيف ومعدلات برودة معتدلة خلال الشتاء، نجدها اليوم لاتشبه أي بلد حتى تبدلت وزادت حرارة بلدان الشام عن حرارة دول الخليج التي كانت تسجلها خلال فصل التحاريق في سنوات خلت، فسكان بلدان الشام لم تعتد على هكذا أجواء وتبدلات حصلت، أمطار قليلة ومياه الى نضوب، وحرارة بمستويات قياسية ولمدد زمنية طويلة، أي تغيرات سيئة كان المختصون قد حذروا سابقاً من تبعاتها، إلا أن الحكومات لم تضعها ضمن أجنداتها وأولوياتها لفعل ما قد يمكن فعله.
منذ سنوات كانت التحذيرات بأن الحرارة ستتسبب في قلة مياه الشرب وتلك المخصصة للزراعة وستدخل المنطقة في آتون تأثيرات الجفاف، مما وصلنا إليه الآن من ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق سيلحق ضربات على مرافق الانتاج والنمو وصحة البشر، وتظهر تأثيرات ذلك على حياة البشر وعلى الأرض والواقع.
لننظر إلى واقع المياه والجفاف في بلدان منطقة الشام مثلاً وسورية من ضمنها حكماً سنجد تراجعات خطرة ومخيفة، آبار المياه الغزيرة جداً دخلت مرحلة التراجع والجفاف والينابيع صارت بوضع غير مطمئن، أي نقصان حاد في الثروة المائية، فما حال الدول الفقيرة والمعدمة مائياً، وتبعاً لذلك فالقطاع الزراعي بدأ يتأثر، جفاف في التربة وفساد في المحاصيل وقلة بالإنتاجية، وتالياً تحقيق الخسائر بمستويات مرهقة جداً، فمن قطاع الزراعة إلى قطاع الطاقة فالطلب سيزداد ويتضاعف، وبالتالي الضغط على الكهرباء وهذا يرتب أعباء على الشبكات والتوليد وعلى فاتورة الاستهلاك الشهري للناس، وتالياً الضغط على فاتورة الاستهلاك بالإجمال.
كمحصلة تأثرات ستصيب الإنتاجية للموظف والفلاح والصناعي والمنتج وسواهم جراء تلك التبدلات الآخذة بالتمدد في دول كثيرة من العالم، أي الضغط على الاقتصاد، فالحرائق اليوم تأكل أهم مقوم داعم للاقتصاد السوري، وقلة المناسيب من المياه الجوفية ومياه الشرب، وإذا لم تقم الدول بالنظر الحقيقي للمستقبل المهدد بتعمق التغيرات المناخية فإن مكتسباتها ومقوماتها المتواضعة ستكون في مهب الريح.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة