حلب القديمة تحتضن ملتقى المغتربين… محافظ حلب لـ”غلوبال”: المغتربون ساهموا في إعمار مدينتهم
تشهد مدينة حلب هذه الأيام حراكا اقتصاديا وتجاريا وثقافيا، حيث لا يكاد ينظم مؤتمر أو معرض أو ملتقى حتى يقام آخر مع زيارات مكوكية لمختلف مسؤولي الدولة وعلى أعلى المستويات بغية تقديم كل الدعم والتسهيلات لعودة حلب إلى مكانتها الاقتصادية وكل من موقعه، وإن كان الحدث الأهم هو تحسن واقع الكهرباء الذي انعكس إيجابا على جميع القطاعات وخاصة الصناعة.
ومساء اليوم انطلقت من سوق خان الحرير المرمم حديثا في مدينة حلب القديمة فعاليات ملتقى المغتربين برعاية ديالا بركات وزيرة التنمية للمنطقة الجنوبية ومحافظة حلب، في تأكيد جديد على أهمية حلب ودورها الاقتصادي والاجتماعي وخاصة أن المدينة القديمة التي يعاد ترميم أسواقها تعد ثقلا تجاريا هاما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد كبير من رجال الأعمال ولا سيما أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة قد هاجرت إلى البلدان المجاورة وخاصة مصر وساهموا في احياء اقتصادها وصناعتها، و بالتالي إقامة هذا الملتقى يشكل فرصة هامة للتواصل مع هؤلاء المغتربين وتقديم كل التسهيلات الممكنة لضمان إعادة تشغيل معاملهم من جديد.
الوزيرة بركات شددت على ضرورة مد جسور التعاون مع المغتربين الذين يسعون بكل السبل إلى دعم بلادهم والنهوض به والمساهمة في كسر الحصار، مؤكدة على أهمية اعتماد الحوار مع المغتربين لمعالجة أي مشكلة تواجههم وتعيق توجههم إلى الاستثمار في بلدهم.
محافظ حلب حسين دياب أكد لـ”غلوبال”، أهمية إقامة ملتقى المغتربين في حلب وتحديدا في المدينة القديمة التي تشهد أسواقها حركة ترميم وإعادة تأهيل واسعة لإعادتها إلى نشاطها التجاري السابق، مشيرا إلى أن الملتقى يمثل فرصة للتواصل المباشر مع المغتربين وإيجاد آليات عمل ووضع رؤية مشتركة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ووضع الإجراءات المناسبة للمشاركة في إعادة الإعمار وخاصة عند معرفة الدور الهام الذي اطلع فيه عدد من أبناء
حلب المغتربين في بناء مدينتهم بعد تدميرها خلال سنوات الحرب الإرهابية، وهذا يظهر بوضوح في عدد من شوارع وساحات المدينة.
وبين دياب أن الابواب مفتوحة أمام المغتربين للمساهمة في إعمار بلدهم ووضع خارطة عمل ورؤية مشتركة لتحقيق هذه الغاية وخاصة في ظل امتلاك المقدرات اللازمة من وجود مناخ جيّد من الخدمات وبيئة قانونية واعدة.
من جهتها، ذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي لقطاع الاشغال الاسكان والبيئة والسياحة والثقافة والآثار قالت لـ”غلوبال”: أن ملتقى المغتربين هدفه إيصال رسالة للمغتربين أن حكومة بلدهم مستعدة لتقديم كل الاجراءات والتسهيلات الداعمة والمشجعة على عودتهم لتشغيل معاملهم واشغالهم واستثمار أموالهم في مشاريع خدمية وصناعية وتجارية تنعكس بالفائدة على أعمالهم وعلى الاقتصاد المحلي وخاصة بعد التحسن الملحوظ في واقع الصناعة والتجارة جراء تأمين الكهرباء للفعاليات الاقتصادية.
بدورهم طالب عدد من المغتربين الحاضرين تقديم المزيد من التسهيلات المشجعة وإزالة العقبات التي تحول دون استثمار المغتربين أموالهم في مشاريع اقتصادية مجدية في بلدهم رغم أنه يمتلك الكثير من الفرص الاستثمارية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة