خبر عاجل
توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

حلويات بأسعار تناسب الدخل!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم نتفاجأ بحلويات رخيصة في أسواق دمشق تناسب دخل ملايين العاملين بأجر، فلطالما “تحايل” مصنعو المواد الغذائية الخاصة بالأعياد والمناسبات على “غول” الغلاء بإنتاج سلع حسب دخل الغالبية الساحقة من السوريين.

لايهم إن كانت الحلويات المقلدة لمثيلتها العربية، المطروحة خلال الأيام القليلة الماضية في الأسواق بسعر 40 ألف ليرة للكيلو غرام، و75 ألفاً للبرازق والغريبة والمعمول..إلخ، رديئة أو مغشوشة، فمن يشتريها يعرف تماماً أنها ليست جيدة ولا فاخرة، فالمهم بالنسبة إليه أن الحلويات لن تغيب عن موائد الأسرة ولا الضيوف، والأهم أنها تناسب دخله وترضي أطفاله، بل هو يعرف تماماً أنها لولا “المنكهات والمطيبات“ لما تمكن أحد من تناولها.

نعم، هذه الحلويات الرديئة والمغشوشة، وربما المضرة للصحة، تحقق فائدتين، الأولى لمصنعيها الذين عانوا خلال الفترة الماضية من الكساد وضعف الإقبال حتى على الحلويات المصنعة بالحد الأدنى من المستلزمات الغذائية السليمة والصحية بسبب غلائها، والثانية للمستهلكين وهم بالآلاف فقد تمكنوا للمرة الأولى من شراء ولو كيلو واحد منها دون أن يُرهق دخلهم الشهري.

والواقع إن أسعار الحلويات العربية لم تعد متاحة حتى للأسر التي دخلها يؤمن الحد الأدنى أو الأعلى قليلا من احتياجاتهما اليومية الأساسية من اللحوم والخضر والفواكه بفعل مايأتيها من حوالات خارجية أو لمزاولة أفرادها أكثر من عمل، فقليل جداً عدد الأسر القادرة، أو الراغبة بشراء كيلو حلويات لايقل عن نصف مليون ليرة أو أكثر.

ولا نبالغ بالقول إن من يشتري الحلويات الفاخرة، وسواها من المواد، وارتياد المطاعم يومياً تقريباً، هم غالباً من أصحاب الدخل الكبير والسهل، وهم “يشفطونه“ من أعمال السمسرة والمقاولات والوساطات والفساد..إلخ!.

وأمام هذا الواقع المؤلم فإن المشكلة لم تعد بانتشار الحلويات المغشوشة والرديئة، وإنما بالسؤال: هل الحلويات الرخيصة آمنة صحياً؟.

لامشكلة في حال كانت المواد المستخدمة بتصنيع الحلويات الرخيصة المقلدة للحلويات العربية الجيدة والفاخرة ليست من الأنواع الجيدة، كالسمن المهدرج أو زيوت النخيل، بدلاً عن السمن العربي، وحبوب البازلاء أو فستق العبيد المصبوغ باللون الأخضر بدلاً من الفستق الحلبي، والقطر الصناعي بديلاً عن السكر..إلخ.

المهم أن تجيبنا وزارة التجارة الداخلية أو مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق: هل الحلويات الرخيصة المنتشرة بكثرة في أسواق دمشق صالحة للاستهلاك ولا تلحق أي أضرار صحية بالناس وخاصة الأطفال؟.

ولو أردنا التوسع أكثر في هذا الموضوع لاكتشفنا أن غالبية المواد والسلع الغذائية المطروحة في الأسواق ليست مغشوشة فقط، وإنما مصنّعة من مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية، وما تضبطه دوريات الرقابة في مستودعات التجار والمنشآت المرخصة والمخالفة من أطنان من المواد الغذائية الممزوجة بالحشرات الميتة والحية، ومخلفات القوارض هو مرعب ومخيف، ودليل بأن مصنعيها لايكترثون بحياة الناس.

وعندما يؤكد مدير حماية المستهلك بأن “كل أنواع الحلويات المتوافرة في الأسواق حتى الفاخرة منها فيها غش“ فهذا يؤكد الكساد الذي طال صناعة الحلويات مثلما طال سلعاً أخرى كاللحوم والفروج، فالأثرياء بالمحصلة قلة لايمكنهم تنشيط الأسواق، لأن القوة الدافعة لعجلة الإنتاج بكافة أنواعه ومسمياته هم ملايين الأسر العاملة بأجر، وبما أن دخل هذه الملايين بالكاد يكفي لشراء الفلافل، فما من مفاجآت بقيام مصنعي الحلويات وسائر السلع الغذائية الأخرى بممارسة الغش والاحتيال، بل وطرح مواد فاسدة مخفية بالمنكهات ضارة بالصحة العامة تناسب دخل هذه الملايين.

وإذا كان من الضروري جداً قيام دوريات حماية المستهلك وبشكل يومي بتحليل عينات من الحلويات المطروحة في الأسواق بأسعار رخيصة جداً، فإن المطلوب أيضاً ليس مطابقتها للمواصفات القياسية في صناعة الحلويات العربية، وإنما بالتأكد أنها لاتلحق الأضرار الصحية بالمستهلكين.

نعم، التشدد بالصحة العامة مطلوب جداً، ولا يمكن التساهل بالمستهترين بصحتنا، لكن المطلوب أيضاً التساهل بموضوع المواصفات فأمام الدخول المهترئة لملايين السوريين، لايهم استبدال الفستق الحلبي والجوز بالبازلاء والفستق العبيد، ولا استبدال السمنة العربية بزيوت رخيصة مادامت مواد آمنة صحياً، فالأهم تصنيع حلويات تناسب دخل ملايين السوريين حتى لو كانت رديئة.

الخلاصة: يُمكن الجزم أن السوريين ودعوا الحلويات العربية الشهيرة سواء الدمشقية أو الحلبية والحمصية والحموية..الخ، مثلما ودعت الغالبية منها اللحوم والفواكه باستثناء قلة من المقتدرين وأصحاب الدخول المرتفعة التي تأتيهم من مصادر سريعة وسهلة، وهذه الحلويات لن نراها في الأمد المنظور ولا البعيد، سوى في الأسواق الخارجية بفضل قلة من مصنعيها، أيّ أن منتجاتها أساساً معدة للتصدير أو لديهم وكلاء وورشات لتصنيعها في البلدان التي يتواجد فيها المغتربون بكثرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *