حماس لم تطلب العودة لكنها لم تنس أفضال دمشق
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
بعد تسريبات وإدعاءات إعلامية تتعلق بعدم موافقة دمشق على عودة قيادة “حماس” للإقامة بها، وبعد أنباءٍ عن ضغوط على قطر من الإدارة الأمريكية لإجبار “حماس” على القبول بالشروط الأمريكية، سارعت “حماس” لتنفي هذه الأنباء، مؤكدةً أنها لم تطلب من دمشق العودة، ولكن السؤال المطروح الآن هو، ما سبب هذه التسريبات وفي هذا التوقيت بالذات الذي تتصاعد فيه العمليات الوحشية الإسرائيلية على غزة ولبنان، وكذلك إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن وضع خطة لاجتياح رفح؟.
لا يمكن تفسير هجمة الإشاعات تلك إلا بإحراج دمشق، وإظهارها بأنها “تخلّت” عن المقاومة الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني في ظرف دقيق ومؤلم يعيشه هذا الشعب.
يبدو أن مسألة البحث عن عاصمة تستقبل قيادة “حماس” لم تأت أيضاً من فراغ، فزيارات قيادة الحركة إلى طهران وأنقرة كانت ترمي إلى حدّ ما للبحث عن مقرّ آمن لقيادة الحركة- إن اشتدت عليها الضغوط- سواء للقبول بالشروط الإسرائيلية في تبادل الأسرى، أو في قبول الترتيبات التي تعمل الإدارة الأمريكية على وضعها مع “شركائها” في المنطقة بعد انتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية.
إن قيادة “حماس” تعلم جيداً أن قطر يمكن أن تتخلى عنها في أي لحظة، وكذلك تركيا، وخاصةً أن المناخات العامة في المنطقة تشير إلى تخلّي تركيا وقطر عن قيادات الإخوان المسلمين وترحيل الكثير منهم بعد فترة “ذهبية” عاشوها في البلدين.
وقيادة “الحركة” شعرت الآن بالخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبته عندما غادرت دمشق، وهي الآن تؤكد أن مقرّ الحركة يجب أن يكون في مكان مثل دمشق، حيث تتواجد قاعدة شعبية فلسطينية كانت الأنسب.
إجمالاً لا يمكن لأحد أن يشكك بموقف دمشق المبدئي في دعم حركات المقاومة وفي إدانتها الشديدة لحرب الإبادة التي تشنّها “إسرائيل” ضدّ الشعب الفلسطيني، وأنها سابقاً ولاحقاً ومستقبلاً ستبقى داعمة لكل من يحمل السلاح في وجه “إسرائيل” لتحرير أرضه، وأنها لاتزال تستضيف العديد من قادة الفصائل الفلسطينية، ولم ولن ترضخ للضغوط الأمريكية لترحيلهم، حيث قال الرئيس الأسد إن وجود هؤلاء القادة سينتهي عندما يحصل الفلسطينيون على حقهم في العودة إلى وطنهم فقط.
ومهما حدث من خلافات في الماضي فإن دمشق باقية على موقفها المبدئي في دعم نهج المقاومة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته السياسية حتى الحصول على حقوقه المشروعة واستعادة أرضه المحتلة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة