حوادث السير والأسلحة والاعتداءات الأكثر وقوعاً… رئيس منظومة الإسعاف السريع بصحة حمص لـ«غلوبال»: نطمح لتكثيف التدريب وزيادة الكادر ونشر نقاط جديدة
خاص حمص – زينب سلوم
رغم الأزمة وتداعياتها التي تفرض وقائع جديدة ترهق كامل القطاع الصحي في محافظة حمص، تواصل منظومة الإسعاف السريع بحمص القيام بدورها على أكمل وجه.
ما يطرح تساؤلات عدّة حول الطبيعة الحالية للخدمات المقدمة والصعوبات التي تواجه العمل وتفاصيله، وكيفية تخطيها بنجاح، يؤمن الحضور القوي والسريع في جميع حالات الحوادث والطوارئ والأزمات؟.
في السياق، بين الدكتور محمد عرب الكوسا، رئيس دائرة منظومة الإسعاف والطوارىء بمديرية صحة حمص، في لقاء مع «غلوبال» أن منظومة الإسعاف بصحة حمص عانت العديد من العقبات منذ بداية الأزمة، حيث تم تدمير مقرها في المشفى الوطني بحمص، ومن ثم نُقل إلى أحد أحياء المدينة، ومن ثم إلى حي الشماس مع مواصلة العمل الميداني الكامل، أما عدد السيارات فانخفض بشكل كبير إذ كان أكثر من 65.
ومع ذلك تتم زيادة هذا العدد ورفدنا بسيارة أو اثنتين من وزارة الصحة عند ورود سيارات إلى القطر، ومع ذلك فإن تلك التوريدات غير كافية بسبب ما عاناه هذا القطاع برمته من استهدافات وحوادث، حيث توجد الآن 30 سيارة من مختلف الأنواع ومجهزة بجميع تجهيزات الإسعاف اللازمة.
وبين الدكتور الكوسا أن المنظومة تقوم بمهامها في ظروف ليست جيدة بالتأكيد، ومع ذلك قادرة على تلبية جميع النداءات وتحقيق الجهوزية على مدار الساعة، كما تتحلى جميع كوادرها بثقافة الاندفاع الذاتي وحسّ المسؤولية الإنسانية، فالتلبية لا تقتصر على العنصر المناوب، بل أي عنصر موجود في منزله يلتحق بالعمل حتى قبل الطلب منه في حال وقوع أي حادث كبير أو أزمات.
وأشار إلى أن نقص الكوادر والسيارات، والمسعفين يحدّ من القدرة على نشر النقاط على المحاور الرئيسية وفي الريف خصوصاً أو حتى القدرة على فتح نقاط جديدة، مضيفاً: كذلك فإن مشكلات الـgps تسبب نقص المحروقات، وخاصة في نهاية الشهر، ما يؤثر على سرعة التلبية.
ومع ذلك تعمل المنظومة كخلية بشكل منظم وتلبي كل النداءات، ففي الستة أشهر الأخيرة تم إسعاف أكثر من 3100 حالة، جلها من حوادث السير، تليها الأسلحة “استهدافات، قنابل، ألغام..”.
ولفت رئيس منظومة الإسعاف إلى أن عملية تطوير خبرات الكوادر مستمرة عبر نقل الحالات اليومي، والأزمات والحوادث الكبيرة التي تخلق كماً هائلاً من القدرة على التعامل السريع وإنقاذ المرضى والمصابين.
وتالياً: الدورات التدريبية المستمرة، فبعضها ذاتية تتم في المديرية عبر بعض المحاضرات حول الإسعاف والتعامل مع الأزمات والكوارث، أو عن طريق وزارة الصحة وبإشراف مجلس الإنعاش السوري، وبالتعاون والدعم من المنظمات الدولية، مثل دورات “الإسعاف الأولي، الكوارث، وكيفية التعامل معها في الحدث، وكيفية التعامل معها في المشافي، الحروق، الرضوض، أسلحة نارية”.
وفيما يخص تحفيز الكوادر، لفت إلى أنه يتم حالياً صرف ربع راتب كل 3 أشهر، وصرف بعض المكافآت والحوافز، مشيراً إلى أن المطلب الأساسي الآن يتمثل بدراسة طبيعة العمل وتحسينها.
ونوه الدكتور الكوسا بأهمية تقسيم مكان الكارثة إلى 3 مناطق، الأولى والأهم هي “موقع الحدث”، وللأسف فإنه من الأخطاء الشائعة وجود واندفاع الأشخاص العاديين إلى تلك المنطقة التي تتطلب وجود عناصر الطوارئ حصراً، وهذا مرده إلى ضعف ثقافة الإسعاف الأولي لدى المجتمع المحلي، مشدداً على ضرورة نشر هذه الثقافة والدورات لديهم لإنقاذ أكبر عدد من المصابين.
وقال: إن زمن وصول سيارات الإسعاف محدد عالمياً بنحو 8-10 دقائق، ما يعزز أهمية ودور المجتمع المحلي القريب من المصاب والمريض ودوره في سرعة الإنقاذ والحفاظ على سلامة المريض، وخاصةً في المكان البعيد، ما يقتضي زيادة عدد الأشخاص المتحلين بثقافة الإسعاف الأولي.
وبخصوص خطة المنظومة للعام القادم، بين الدكتور الكوسا أنها تنصب على زيادة الكادر من مسعفين وسائقين، وإعادة توزيع نقاط الإسعاف، فضلاً عن خطة تدريبية مستمرة لتوسيع ثقافة المسعفين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة