خلال أقل من شهر خمس حوادث انتحار في سورية…خبير بالصحة النفسية لـ«غلوبال»: الأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى
خاص دمشق – بشرى كوسا
شهدت سورية خلال السنوات الأخيرة من عمر الحرب زيادة ملحوظة بعدد حالات الانتحار، غالبيتها تعزى دوافعها لأسباب اقتصادية دون إغفال مجموعة من العوامل الأخرى كالاجتماعية والاضطرابات النفسية، فقد سجلت الحادثة الخامسة خلال أقل من شهر حينما حاول شاب الانتحار في مدينة حمص.
ولعل زيادة هذه الحوادث يدفعنا لطرح عدد من الأسئلة،في مقدمتها ماهي أسباب هذه الظاهرة، وكيف يفسر علم النفس الانتحار كاضطراب نفسي، وما دور الأهل والمجتمع؟.
الدكتور لؤي الشماس طبيب نفسي، ومدرب صحة نفسية بمنظمة الصحة العالمية أوضح في حديث خاص لـ«غلوبال»أن أسباب زيادة حالات الانتحار في المجتمع السوري هي اقتصادية بالدرجة الأولى، واجتماعية والمواد المحظورة التي يتم استخدامها بشكل كبير، إضافة إلى عوامل أخرى مثل فقدان الأمل، فقدان الحافز، فقدان الدافع.
وأكد أن هناك زيادة كبيرة في حالات الاضطراب النفسي التي تراجع العيادة وغالباً ترافقها رغبة أو محاولات انتحارية، كما أن الفئة الأكثر عرضة لزيادة حالات الانتحار هم الشباب بسبب ما يسمى بـ«الاندفاعية»وتعني الإقدام على الفعل من غير تفكير.
وفرق الدكتور شماس في شرحه لأسباب الانتحار بين محاولة مخطط لها سابقاً وبين شخص تعرض لموقف فأقدم على الانتحار بسبب اندفاعيته الشديدة، فالشخص الذي يخطط يكون أكثر خطورة من الشخص الذي يقدم على الانتحار بطريقة مفاجأة.
ونبه شماس إلى خطورة أي كلمه تتعلق بالتخطيط للانتحار، مشدداً على ضرورة معالجة الشخص الذي يملك اندفاعية أو تفكير انتحاري لأنه قد يقدم على الانتحار فجأة من دون التفكير بنتائج أو عواقب الانتحار.
دور الأهل
الدكتور شماس أكد أنه يجب تثقيف الأهل نفسياً لتقديم الدعم للشباب والمراهقين، فالأهل يفرضون أحياناً وجهة نظرهم حول موضوع ما على المراهق أو الطفل وهذا غير صحيح، كما أن طريقة تفكير الأهل تكون بعيدة كلياً عما يدور في ذهن المراهق.
حلول مأمولة
ويتطلب الحد من ظاهرة الانتحار “بحسب شماس الطبيب النفسي ومدرب الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية”،تأمين عمل مناسب وبيئة مناسبة، ونشر ثقافة الوعي لدى الأهل والعناية ببناء شخصية الأبناء في مرحلة المراهقة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة