دعم وتمادٍ جعل الكيان عدواً للإنسانية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يبدو أن العجز الدولي عن إيقاف حرب الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة وتحويله إلى مكان غير صالح للحياة، والأطفال والنساء إلى ضحايا غارقين تحته قد شجع “إسرائيل” على تعميم هذا الإجرام على لبنان وكامل مساحته سواء بتسويق الذرائع الكاذبة أو من دونها، ومن ثم انتقلت إلى سورية لتسلك السلوك ذاته وتستهدف الشقق السكنية، وتدمر جسور المواصلات كما فعلت يوم أمس في دمشق وريف حمص الجنوبي.
بل تهدّد بارتكاب المزيد تحت مرأى ومسمع العالم أجمع، فبات انتشال جثث الأطفال من تحت الأنقاض هو النتيجة التي تصدرها “إسرائيل” للمجتمع الدولي غير آبهة بالتقارير الأممية التي باتت تتهمها صراحة بارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية استناداً إلى نتائج قصفها الهيستيري لكل منجزات الإنسان الحضارية، ودون أن يرف لها جفن في انتهاك كل القوانين والأعراف الدولية.
صحيح أن للاتحاد الأوروبي دوراً مؤثراً في فضح ممارسات “إسرائيل” أمام الرأي العام العالمي، وقد يكون موقف بوريل منسّق الاتحاد الأوروبي الذي أعلن عنه مؤخراً بوجوب تعليق الحوار السياسي بين الاتحاد و”إسرائيل” مزعجاً لها ولحلفائها، وخاصة أن هذا الموقف من بوريل أتى متزامناً مع تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى استمرار “إسرائيل” بارتكاب جرائم إبادة، ولكن المظلة السياسية الأمريكية وتصريح خارجيتها برفض الاتهام الأممي تجعل من نتنياهو يتابع إجرامه.
ويؤكد أن من لا يهتم لملاحقة القضاء في كيانه لجرائمه بحق الداخل، لن يهتم بتأكد الآخرين من شخصيته السادية الإجرامية ومن قرارات محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين، ويترك موضوع التغطية على إجرامه للإدارة الأمريكية الشريكة الأساسية للكيان في هذا الإجرام.
وما رأه ويراه العالم من جرائم إسرائيلية يندى لها جبين الإنسانية في حربها الهوجاء التي تجاوزت كل الخطوط الحمر، بات يراه أيضاً في الملاعب الرياضية وفي المباريات الدولية من خلال هذا الحقد الإسرائيلي على الإنسان بغض النظر عن جنسيته، حيث انتقلت أحداث الشغب الذي تسبب بها مشجعو الفريق الإسرائيلي لكرة القدم في أمستردام قبل أيام لتتكرر فوق الأرض الفرنسية، ولم تستطع قوات الأمن التي وصل عددها إلى أربعة آلاف شرطي أن تمنع الإسرائيليين من الاعتداء على مشجعي الفريق الفرنسي وفي عقر دارهم.
ما يعني أن العدوان والسادية والإجرام الذي يمارسه حكام تل أبيب ومستوطنوهم لا ينطلق من دوافع عدائية بين المحتلين وبين من يحتلونهم فحسب، وإنما يستند إلى دوافع سادية عدوانية متأصلة في جينات الكبير والصغير دون أي أمل في لجم هذا الاستهتار المحمي بقوة عسكرية وسياسية ومادية أمريكية، بل المشجع على ارتكاب المزيد.
إن صراعنا مع “إسرائيل” ليس صراع وجود بيننا وبينهم فقط، وإنما هو صراع بين الإنسانية وبين وحوش العصر، والتي تقتضي المزيد من التعاون الدولي لإجهاض هذا المسخ الدخيل أخلاقياً، والذي تحاول أمريكا أن تجعله مارداً ينشر القتل والدمار في أرجاء الأرض قاطبة بعد أن مدته بكل مستلزمات الإجرام والإبادة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة